أكاد أجزم بأن ما من وزير وخلال العشرين سنة الماضية حظى بشعبية واحترام مثل ما حظيت به أنت ، وكان ذلك مع بداية جائحة الكورونا ، فلقد كتبت لك الأشعار والمدائح وحتى أصبحنا نتغزل بابتسامتك الساحرة، ووصل بنا الأمر لمرحلة القلق عليك من حسد الحاسدين وحقد الحاقدين من بعض زملائك الوزراء الحالين والمتقاعدين منهم .
فأثناء مرحلة الحظر الأولى والتي أمتدت لأكثر من ثمانين يوما، كان هاجسنا اليومي الوحيد هو الاستماع لك ولوزير الدولة لشؤون الأعلام السيد أمجد العضايلة، إلى آخر مستجدات الوضع الوبائي والأمني والتمويني في المملكة ، وكانت أمزجتنا تتشكل بناء على ما تفيدونا به من معلومات ، فكنا ننام قرري العين عندما تكون ابتساماتكم بادية على وجهوكم عند نقل الأخبار الطيبة لنا ، والعكس يحدث عندما تبدون متجهمين في إشارة بأن الوضع الوبائي غير مريح ، وتحمّلنا الحجر لأكثر من ثمانين يوما بكل سعة صدر لكوننا أدركنا في حينه بأننا نواجه فيروساً لعيناً ليس لدينا ولدى العالم خبرات سابقة بالتعاطي معه . وانتهت فترة الحظر بعد أن حققنا نجاحاً كبيراً في محاصر الوباء .
اليوم تبدو الصورة مختلفة تماماً وقاتمة ، فالناس بدأت تتذمر من قراراتكم غير الموفقة بفرض الحظر الكلي يوم الجمعة على العاصمة والزرقاء ، وكذلك زيادة فترة الحظر الجزئي على كافة أرجاء المملكة ، مما فاقم الوضع المالي المتدهور للتجار وأصحاب المطاعم والمقاهي ، وأخذوا يتنذرون ويتهكمون وحتى يتمسخرون على قراراتكم وخاصة المتعلق بالحظر الجزئي ، فلسان حال الناس يقول ، لا نفهم كيف يسمح للمواطنين أن يمارسوا كافة نشاطاتهم بالنهار ، التسوّق والتنقل بمواصلات عامة ومراجعة الدوائر الحكومية والمستشفيات والذهاب الى أعمالهم دون أن يكون هناك أي قلق من الحكومة على انتشار الوباء ، في حين يتم الحظر بالليل بعد أن يكون أكثر من 90 بالمئة من المواطنين قد لزموا بيوتهم وبطبيعة الحال يكون خطر الاختلاط قد زال إلى حد كبير .
نقول لوزير الصحة ، نتمنى أن لا تكون العزة قد أخذتك بالإثم ، بحيث أنك استطيبت ومن خلال صلاحياتك أن تفرض على عشرة ملايين مواطن ما لا حاجة ولا ضرورة له ، فقط من أجل أن ترضي غرورك بأنك شخص قادر على التحكم بالعباد ، وهذه من طبائع الاستبداد عن بعض البشر .
قد يقول البعض ، لما كل هذا التحامل على زيادة ساعات الحظر الجزئي ، أمن أجل أن نرضي رواد المقاهي والمطاعم والنوادي ؟ ، ونحن نجيبهم بأن رواد المطاعم والمقاهي وعلى ضآلة نسبتهم في المجتمع الأردني ، إلا أنهم يفتحون باب الرزق لعشرات الآلاف من العاملين وأصحاب الاستثمارات في هذه المجالات ، في الوقت الذي لا تستطيع الدولة فيه تأمين الوظائف وحتى لأعداد بسيطة جداً من مئات الآلاف من العاطلين عن العمل .
أرحمونا لعل الله يوسعنا برحمته .