يظن البعض أن السياسة مظاهرة وهتاف !! ويقول اخرون " من السياسة ترك السياسة " !! والصواب أننا ملزمون بالحديث في السياسة وعن السياسة بعيدا" عن الشتائم والعواطف والأماني وان لا نكون جبناء خوافين لأن آثار السياسة تنعكس علينا وعلى حياتنا واقتصادنا ومستقبلنا ولأننا لسنا قطيعا" بل شعب يشارك برأيه ويعبر بحضارية.
فإذا تناولنا مثلا" سياسة الأردن الخارجية فإنها تتصف بالاستقرار والحساب الدقيق ويعود ذلك لأن من يقودها جلالة الملك ، ولهذا فلا ينبغي التشويش فيها فهي حقل ألغام قد تنفجر اذا لم يتم الحساب فيها بدقة ، وقد رأينا آثارها في جنازة الملك الراحل حيث كان خلف النعش سياسيون متناقضون جلبتهم السياسة الخارجية الأردن. إن هذه السياسة ليست مسرحا" للعواطف ولا فرصة لتسديد الفواتير والحسابات الشخصية والاجتماعية بل هي حصرا" للحساب الدقيق في تقدير مصلحة الدولة بين غابة تناقضات العالم والمنطقة المشتعلة .
والحديث عن الانتخابات سياسة لا بد من تناولها لأننا نريد تقدما" لبلدنا ، ومن التقدم قوة مجلس النواب والذي يقود إلى حكومة قوية تعالج مشكلاتنا الداخلية . قوة مجلس النواب ليست مزادا" لمن يملك المال، ولا للراغبين في الظهور والمشيخة والانتفاخ على عباد الله ، ولا محطة استرضاء للذوات الطامعة أو الغاضبة . وكنا نتمنى وضع محددات عبر القانون توصلنا الى مجلس قوي .
الحديث في السياسة ذو شجون ويجب أن يرحب به المسؤول لانه يشكل له إضاءات قد يستفيد منها وما خاب من استشار .
أمامنا تحديات سياسية واقتصادية في الداخل ، وتحديات خارجية في فلسطين ومحيطنا في سوريا والعراق ، ناهيك عن الوضع في العلاقات الخليجية وتدخلات دول إقليمية، وانتخابات امريكية ولدينا وصاية على المقدسات فهل بعد هذا نغادر مربع السياسة ؟ .