التحدي الذي تمثله منصات التواصلد. هايل ودعان الدعجة
06-09-2020 11:44 AM
الانفلات الاعلامي ( والتعليقي) الذي اخذت تشهده منصات التواصل بشكل لا يطاق وغير مسبوق ، بات يمثل مصدرا للازعاج في ظل اثارة الشكوك والاشاعات حيال الموضوعات والقضايا المختلفة ، رغم عدم امتلاك مثيريها اي معرفة بشأنها ، حتى انهم باتوا يحشروا انفسهم ويتدخلوا في كل شيء .. ويريدون حتى لقرارات الدولة وسياساتها ان تمر من خلالهم وبموافقتهم ، ولا يجوز لمؤسساتها واجهزتها المختلفة ان تتصرف الا بعد الاستئناس بارائهم وافكارهم خاصة بالنسبة للموضوعات المرتبطة بفيروس كورونا ، الذي هو الاخر بات من اختصاصهم ويعرفون عنه اكثر من غيرهم . مما يؤكد بان هذه المنصات باتت تمثل تحديا امام الدولة بمؤسساتها واجهزتها المختلفة . اضافة الى اختلاقها وبثها الاخبار والمواقف المفبركة والمبالغ فيها وتقديمها على انها حقائق واقعة ، وذلك بهدف اثارة القلاقل والمشاكل بين الناس وبث الاشاعات التي تمثل ادوات للبلبلة وشحن الوضع الداخلي بالاكاذيب والافتراءات من خلال التركيز على الاحداث المهمة والمؤثرة في الراي العام والتي تمس مصالحه ، تماهيا مع متطلبات انتشارها ممثلة بالاهمية والغموض . في تأكيد على ان انتشار الاشاعة يتوقف على عدم معرفة الحقيقة وغياب المعلومة ، بحيث يتم تقديمها وتناقلها من شخص لاخر دون توفر معايير اكيدة لتصديقها ، ودون وجود فلترة او مرجعية وطنية اخلاقية او قيمية يمكنها المساهمة في التحقق من صحتها ومصدرها . اضافة الى ان الاشاعة تمثل عملية ترويج لخبر مختلق لا اساس له من الصحة بهدف التأثير في الناس . مما يضع الدولة الاردنية امام تحدي فرضته وسائل التواصل ، التي مست مختلف هياكلها ومؤسساتها ومكوناتها ، وجعلتها في دائرة الاستهداف ، بطريقة جعلت من المشهد الوطني حافلا بالروايات والاخبار المختلفة ، التي قد تأخذ شكل الاشاعات او المغالطات او المناكفات ، التي يعزز من انتشارها غياب المعلومة الرسمية على شكل رد او توضيح او نفي او تفنيد او تكذيب ، مما يجعل من الضبابية سيدة الموقف ، لأن الجانب الرسمي لم يحسن التعاطي مع هذه الروايات والاخبار ، التي تبدأ تستحوذ على المشهد ، وتتحكم بكافة تفاصيله ، مستغلة الثغرات والاختراقات في جدار المنظومة الوطنية ، بسبب الفشل في توفير المعلومة الكفيلة بتحصين الجبهة الداخلية من الاشاعات والتأويلات . وتزداد الامور تعقيدا عندما نرى هناك من يحاول الاساءة لدول شقيقة وصديقة لمجرد انه يعترض او يختلف مع مواقفها حيال قضايا وملفات معينة ، متخذا من رأيه وموقفه معيارا لتحديد الصح من الخطأ في الحكم على مواقف هذه الدول ، دون ادنى اعتبار او مراعاة لمصالح الدولة ، ولجهود الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني الحريص كل الحرص على تقوية العلاقات الاردنية وتمتينها وتطويرها وتوسيع افاقها مع هذه الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها ، وبما يعود بالنفع على مصلحة بلدنا ، ويصبح من غير المفهوم ادعاء البعض الحرص على مصالح الوطن في الوقت الذي يسيء فيه لدول شقيقة وصديقة مشهود لها بالوقوف الى جانب بلدنا في مختلف الظروف والاحوال الصعبة التي مر وما يزال يمر بها . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة