إسرائيل وعلاقاتها الجديدة مع الصرب والكوسوفو
م. عدنان السواعير
05-09-2020 04:47 PM
من لم يصحُ بعد على أثر علاقات دولة الكيان الصهيوني مع دول عربية عليه أن يصحوا على الإختراق الجديد الذي تقوم به إسرائيل هذه المرة في القارة الأوروبية مع دولتين جديدتين لهما تاريخ في مؤازرة القضية الفلسطينية والدول العربية.
أتحدث عن دولتي صربيا والكوسوفو وهما من أهم الوريثات لجمهورية يوغسلافيا الإتحادية والمؤسسة مع مصر والهند لحركة عدم الإنحياز، حيث قام رؤساء يوغسلافيا ومصر والهند، تيتو وعبدالناصر ونهرو بالدعوة لتأسيس حركة عدم الإنحياز وذلك في عام 1961 وكان من أهم أهدافها الوقوف ضد الإستقطاب الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية إما للولايات المتحدة أو للإتحاد السوفياتي وكان من أهداف الحركة أيضاُ دعم حركات التحرر في العالم وكانت قضية الشعب الفلسطيني على رأس أولويات حركة عدم الإنحياز.
يوم أمس في البيت الأبيض وبرعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وبحضور "ضيف الشرف" نتنياهو ببث مباشر من القدس المحتلة تم التوقيع على مصالحة طال إنتظارها 20 عاما" بين صربيا والكوسوفو والتي فشل الإتحاد الأوروبي في قيادتها على الإعتراف المتبادل بين الدولتين، صربيا كانت تعتبر الكوسوفو إحدى مقاطعاتها، وبذلك ينتهي النزاع بين هاتين الدولتين الجارتين ويتم وضع حد للنزاعات التاريخية بينهما.
حقيقة لا أعلم ما هو الدور الذي قام به الكيان الصهيوني في هذه المصالحة ليكون نتنياهو ضيف الشرف ولتكون دولة الإحتلال الصهيوني جاني الأرباح الأكبر من هذه المصالحة والتي تفوح منها رائحة الأعمال، على أثر هذه الإتفاقية ستقوم جمهورية صربيا بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس قبل حلول شهر تموز 2021 وستكون أول دولة أوروبية تقوم بذلك، وستقوم جمهورية الكوسوفو بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع هذا الكيان وستكون سفارتها بالقدس وبذلك تكون أول دولة بأغلبية مسلمة تقوم بذلك وستقوم إسرائيل بالإعتراف الفوري بجمهورية الكوسوفو.
طبعاً من الجدير بالذكر لأن هذه الأخبار لم أجد لها أثر في إعلامنا أن من هندس جميع هذه الإتفاقيات هو نسيب الرئيس ترامب المشؤوم جيرارد كوشنر، هذه الإعترافات المتبادلة ستشكل مكاسب لجميع الأطراف المشاركة، بالأخص ترامب ونتنياهو إضافة إلى رئيس جمهورية صربيا اليكساندر فوجيك ورئيس وزراء الكوسوفو عبدالله هوتي الموقعين على هذه الإتفاقيات.
نستمر نحن في سباتنا العميق وتستمر إسرائيل في جني أرباحها في جميع مناطق العالم، ما هي المحطة القادمة.