من أرحام امهاتنا نخرج صارخين معبرين عن وجودنا ، لا نعرف لغة تعبيرية غير البكاء لا ندرك ان كان هذا فرح ام حزن لكنه حالة شعور تبدأ بها حياتك.
فترة مخاض وحمل جديدة في رحم الوطن ، تعيش فيها طفولتك ، ترضع حبه وتعشق الغناء له كل صباح وتعانق فيه أحلامك و العلم الخافق على السارية، وتحلق شامخا بنظرك رافعا راسك.
الولادة الثانية ...
ثم تولد من جديد صارخا تخرج من رحم الوطن ، صرختك هذه تدرك معناها ، هي صرخة المتحمس والمقدمين على الحياة متحمس لصناعة المستقبل، ليحتضن وجودك تراب الوطن فتغوص فيه ، تقبله وتحلف ان تحافظ عليه وتدافع عنه وتحميه ، فترة الاحتضان قصيرة جدا ، لكن فيها تكتشف كثير من الحقائق ، ثم تعود بذاكرة الايام ، أين الحلم في الطفولة وأين المستقبل سيكون ، كل ما هو حولك يرفض وجودك ، يمنع ظهورك ، يرسم لك حدودك ، هنا تتاكد ان اكبر منهم جميعا، لكن هناك من سبقوك بالغش والتحايل ،اختاروا العبودية الطوعية ، لذا اعتقدوا ان لهم كامل الحرية في التصرف بحياتك .
لانك من الشباب...
نقدم لك كل شيء ...
نتحدث عنك فلا تتكلم ، نشعر بكل ظروفك ، نتألم عنك لا تتذمر ، نقدم لك كل الحلول ، لا تزعج نفسك انت مدلل ، لا تفكر لا تتأمل ، فجاة تفيق على فراغ صارخ انت وحدك ، انتهى المشهد .
لتولد من جديد ...
تذكر انك ابن الوطن ، فلا يمكن لأحد ان يتفضل عليك ، رد الجميل بالعطاء الذي تملكه ولا يملكه غيرك ، انهض كل صباح صارخًا رافض للواقع لتصنع بارادتك حلم جديد ، الشباب الذي تعيشه لايموت طالما نحن مؤمنين بانفسنا ، ان العقبات الكبيرة يمكننا جميعا ان نتخطاها اذا ما عقدنا العزم .
نزرع ونصنع ونحرث الارض التي قبلنا ثراها ، نحمل السلاح لندافع عن رايتنا الخفاقة ، نردد قصائد العشق والوفاء والولاء والحب للوطن.
سيزول كابوس الإحباط بإيجابية العمل ، فمجرد التفكير في أن نسبة الشباب في الاردن حوالي 70% وان الطبقة العازلة الى زوال ، يجب علينا ان نستعد للقادم من الايام ، عندما ندرك ان ولي عهدنا شاب مقبل على الحياة يقدم كل الدعم ويسير على نهج سيد البلاد بدعم جهود الشباب والشابات في كل المحافل ، هنا يجب علينا ان نبدا بالتقاط الرسالة والاقدام على بناء وطننا بكل الوسائل ، وعندما نرصد كثير من شبابنا حققوا النجاح في كل انحاء العالم ، وعندما نتذكر ابائنا وامهاتنا ودعواتهم كل صباح ومساء ، يجب ان نكون على قدر تحقيق احلامهم لنا .
هكذا فقط بترويج الايجابيات في مجتمعنا ومن حولنا ، لننعم ببيئة مناسبة للانطلاق وطاقة الحياة ، نؤمن بقوة الشباب ، حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب .