facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




من زاوية موسيقيّة ..


فيصل سلايطة
03-09-2020 02:46 PM

شهدنا هذا الأسبوع تكريم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اللحظة التي وطئت بها قدمه منزل اسطورتنا العربية الحيّة فيروز ولقاءها والتعرّف على كونها البسيط والمعقد عن كثب, لم تكن فيروز من تكرمت في تلك الزيارة بل على العكس كان الرئيس الفرنسي هو من تكرّم وقد يكون دخل التاريخ من اوسع ابوابه في هذه الزيارة التاريخية, لأنّ فيروز قد ختمت منذ زمن بعيد سُلّم المجد والتفرّد وأصبح من يكرّمها يكرّم لرؤيتها فقط كيف بالتحدث معها ؟
جعلني هذا الحدث انظر للاردن من زاوية موسيقية واتساءل ...
أين بصمة الاردن الموسيقيّة من المنطقة؟
لِمَ لا تتمتع الموسيقى في الاردن بمكانة مرموقة؟
و أيضا لِمَ لا تحتضن عمّان دارً للاوبرا تجعل صدى الموسيقى الراقية تجوب شوارعنا وتُثرينا ؟
للاسف لم يكن للاردن تجارب موسيقيّة لها بصمة فارقة في عالم النغمات على مدار تاريخه, ونادرا ما كان يصل اسمٌ اردني الى هدفه في وطنه, بل أن اصحاب الحناجر الذهبية كانت تهاجر بعيدا عن الاردن حالها كحال العلماء والروّاد والمُفكرين!
اذا ما قورنت الاردن كنموذج دخل مضمار الالحان مع جيرانه الذي يشبهونه بالتكوين والطبيعة السكانية سنجد بأنّ الموسيقى تحتضر داخل حدودنا وما إن تختم على نوتاتها إذن للسفر حتى يصل نجاحها حدود السماء !
أين الخلل يا ترى ؟
يكمن الخلل بنا كمواطنين ونتشاركه ايضا مع الحكومة, فنحن للاسف اعتدنا على قمع المواهب الموسيقية المبهرة بحجة العادات والتقاليد وكسر اجنحتها وجعل احلامها ترفرف بعيدا عن الوطن , غير مدركين لاهمية الموسيقى كم اثرها كبير في رفعة النفس وتهذيبها وصقل صورة الدولة ككل لأنّ صورة البلدان التي ترعى الموسيقى بكامل تفاصيل تصبح برّاقة وراقية هذا عدا عن الدخل السياحي التي تجلبه و الاستثمارات الفنية وصناعة النجوم .
فعلى سبيل المثال انتشر مؤخرا خبر يفيد بأنّ الحكومة قد قررّت اقامة مهرجان جرش السنوي وفق البروتوكول المتبّع في ظل ازمة كورونا وما إن انتشر الخبر حتى امطره روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المنددة به التي تقارنه بقرارات صارمة اتخذتها الحكومة , ما دفع الحكومة لتجميد حفل الاحتفال وتأجيله الى اجل غير مُسمّى ...
وماذا كان سيحصل إن اقيم مهرجان جرش بعدد محدود جدا من الحضور وتم نقله عبر القنوات الاردنية ليخفف قليلا من ضغوطات هذه الفترة الاستثنائية , هذا المثال البسيط لتعاملنا مع هذا الحدث يعطي صورة وانموذج عن طريقة تعاطينا مع الموسيقى والفن بشكل عام , في حين أن اغلب دول العالم العربية والغربية قد نظمّت احتفالاتٍ موسيقية ومهرجانات منقولة تلفازيا لتعطي املا ولو حتى بسيطا بغد اجمل ولتجعل الموسيقى تداوي المؤمنين بها و المستنشقين لالحانها ...
لن نرتقي مطلقا ما دامت نظرتنا للموسيقى ظالمة وغير منصفة , فأكثر الشعوب رقيّا تلك التي تضع الموسيقى في مكانة مرموقة , لأنّ الموسيقى هي فعليا ترياق لكل الأزمات ودفتر نخزّن به ذكريات حياتنا بافراحها ومآسيها...
على أمل أن نعلم في يوم من الأيّام حقيقة الموسيقى الضائعة في بلدنا و نتجنب اقرانها بكل ما هو مغاير لحقيقتها من ابتذال واستغلال وأن نستفيق في صباحٍ عمّاني على صدى لنغمات تخرج من دار اوبرا اردني الهوية ليجوب شوارع الوطن وازقته راسما الضحكة على وجوه بسيطة تحلم بها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :