عندما يستنفر القلب ويصدح الوجدان
فيصل تايه
03-09-2020 09:24 AM
في عالم الفيس بوك الجدلي الافتراضي المتناقض انه اصبح بوابة تنكرية تنمريه لاغتيال الاشخاص، ومن عجائبه قلب الحقائق وتسميم الواقع ، ولا يتوقف عند إشاعة خطاب الاستقواء وبث البغضاء والكراهية، بفكر البعض الزائف الذي اصبح مادة دسمة للتطاول والاحباط والسلبية والخيبة وزعزعة الثقة بالمسؤول، بل ان منهم من نصبوا أنفسهم وكلاء على الوطن والمواطن، فهم منْ يكتبون بشكل يسئ الى رموز افنت عمرها في خدمة الوطن، ويتعمدون التسويف والمراوغة ويستهترون بكل الانجازات مهما علت وارتفعت "ولا يعجبهم العجب"، لكن .. ما هي عقوبة التزوير الفكري - إن صح التعبير- الذي يمارسه البعض من خلال ما يبثه عبر صفحته الافتراضية مسوقاً بضاعته الكاسدة ويسئ الى انجازات الجميع التي نحتاجها في غمرة هذه الظروف غير الاعتيادية، لذلك فانك ايها المواطن، لا تنسى أن تضع على عقلك (فلتر) لكل ما تتلقاه من افكار فليس كل ما يلمع ذهباً.
ما دفعني للحديث هو ما نرصده باستمرار على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بما يُعتبر تجاوزاً على الوطن بكل المعايير، وعلى كافة الصُعد النفسية والمعنوية، تلك الاساءات غير المبررة بحق كل سلوك تسلكه وزارة التربية والتعليم، وانتقاد المسؤولين فيها باستمرار، وكأن هنالك خطة ممنهجة مهبطة، تستهدف في مضمونها كل شخصية تربوية لها مكانتها وحضورها، في محاولات لتكبيل السلوك العملي لاي منجز، ممن يحاولون لزاماً فرض افكارهم التطاولية المأزومة، وتحديد مهام ومسؤوليات وحدود المسؤولين، وليس خلفهم سوى الانتقاد ليشبعونا مراجل، ويعطوا لانفسهم الحق في التدخل بشكل سافر في مهام ومسؤوليات الوزارة وقراراتها ومهام عملها مستبيحين وبطريقة سافرة انجازاتها وباسلوب انشائي مبتذل لا يقبله كل وطني خلوص .. متجاوزين كل القيم والاعراف..
فما قام به وزير التربية والتعليم كمثال لما سبق وتحدثت ان الرجل واثناء زيارته لاحدى المدارس وهو الذي يمثل اعلى سلطة في وزارة التربية والتعليم وهو القدوة ، ترجل كي يشارك زملائه المعلمين في ترتيب اصطفاف الطلبه حفاظا على التباعد في بدايه الطابور الصباحي وفي ظروف تتطلب منا جميعا تظافرا للجهود ، فما الضير في ذلك ؟ فكيف لنا كبح جماح هؤلاء المنتقدين الذين ليس لهم دور سوى تسميم حياتنا بالبغضاء والنقد وبث خطاب الاستهتار بسبب او بدون سبب وباسلوب يدفع الى هذا التطاول بحق رجل جاء من عمق الهم التربوي ، ويحمل في قلبه الاردن كله وتناسوا ان الرجل بالاساس كان معلما في وزارة التربية والتعليم وخدم بها سنوات طوال ، فاي مناخ سمح ويسمح لمعشر المنتقدين باللهو اللامعقول الذي ختم على آخر ما بقي من صدقية البعض ، فما اقدم عليه الرجل من فعل حماسي عفوي وهو المثال الاعلى لابناء وزارته ومسوبيها كافة .
ليس من الخطأ ان ننتقد نقدا بناء يجلب تصحيح المسار ان وجدت اخطاء في إطار من الحرص على مصلحة العمل ، لكن الخطأ أن يصبح البعض لا يرى سوى نفسه ، الخطأ هو أن نتحول الى ابواق للنقد والتجريح والرصد وبث الضغينة ، فنحن نقدر انتا كلنا نعاني سوياً من تبعات كورونا وكلنا صبرنا ونصبر ، ونعيش باستمرار على أمل الغد ، في ظل ظروف عانى منها العالم اجمع ، فالكل منا ينتظر إنفراجا حقيقياً يطال حياة المواطن ويميط سحنة البؤسه ، انفراجاً يصلح كل المعضلات ويخفف من الكارثة ويعزز دولة المؤسسات ، وينمي الاقتصاد القائم على الإنتاجية ، ما يعني أننا لا نملك خيارات متعددة وآمنة سوى المضي في اللانجاز ، وما تقوم به وزارة التربية والتعليم ما هو الا إكمال لمشروعها التربوي الذي بجب ان يستمر وضمن هذه الظروف المعقدة ، لذلك فمن المهم التصدي لايه محاولات ترمي الى ايقاعنا في اية تجاذبات مقيته لنخوض تراجيديا هزلية تعيق الانجاز فلا داعي لاجترار مثالب من قبل البعض ولا ازدراء من الأخر ، المسألة الآن هي الكف عن ذلك الواقع والتمسك بكل الحبال التي توصلنا الى النهايات السعيدة .
مهما يكن .. فلن نسمح للبعض تقزيم اي انجاز ، فجهود جميع منسوبي وزارة التربية والتعليم من المعلم في صفة وحتى اعلى سلطه ، جهود واضحة ومقدرة ، ولا تحتمل التشكيك ، وفرحة المعلمين وبهجتهم وسلوكهم الحضاري بلقاء آبنائهم الطلبة واستقبالهم منذ اليوم الاول ترفع له القبعات ، فكيف لاي صراع من صراعات بعض الأشخاص وأحقادهم أن يطغى على تفكيرنا ، وعلى هؤلاء أن يفهموا اننا لسنا رهناً لمشيئة أفراد أو جماعات او شلليات ، فما يحبطنا وللاسف بعض هؤلاء الذين يعتقدون ان يمكن لهم ان يتحكموا بأطراف تملك فكرً اقصائياً مأزوماً ، نذكرهم انهم غير قادرين الا على الخنوع للواقع والاعتراف بالخيرين من ابناء هذا التكوين العتيد .
أخيرا دعوني أقول ان الإشكالية في الأساس إشكالية انتماء حقيقي لكياننا الجمعي ، فالدولة دولتنا والوطن وطنا ونحن جميعا ما نشكل المجتمع المدني والمواطنة الحقة ، فلنعمل في إطاراً للعمل الجماعي ، بعيدا عن العمل في خندق التصدي للآخر ومحاربته والحط من شأنه، فكلنا شركاء على هدف وحيد وهو مصلحة الوطن العليا ، في ظل ثقافة اجتماعية واحدة بعيدا عن ركائز الاستقواء والإلغاء والتشبث الأحادي بالفكرة والقرار والسلطة والأشخاص ولنستظل براية واحدة لا بديل عنها رايه الاردن الواحد بكل ابنائة الخيارى في ظل رايه هاشمية خفاقة .
ويبقى خير الكلام : الدعاء .. "اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير "