مع غرة العام الدراسي الجديد الذي ابتدأ على بركة الله يوم أمس كان جلالة الملك عبدالله الثاني على اتصال مباشر مع الحدث ومتفاعلا معه فجاءت توجيهاته السامية يوم أول من أمس التي ركز من خلالها على ضرورة وأهمية ربط التعليم الإلكتروني ودمجه مع التعليم المباشر كي يصبح جزءا من منظومة التعليم المستدام في مدارس المملكة وتوفير كافة مستلزمات البنية التحتية للتعلبم الإلكتروني في مختلف محافظات والوية وقرى الأردن حيث يحرص جلالته على مسألة حصول الطالب على أفضل تعليم بأفضل الطرق والوسائل وهو ما ينبغي أن يكون متوفرا عبر المنصة المعدة لهذه الغاية.
قلنا دائما أن جلالة الملك مختلف في تفكيره ونراه ينظر نحو أفق واسع وعميق فهو يؤمن بأن العالم بات يشهد انماطا جديدة ومتطورة في أساليب التعليم التي فرضتها في السنوات الأخيرة ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكنها أصبحت ملحة أكثر في ظل الظروف الراهنة التي فاقمتها ظاهرة تفشي فيروس كورونا المستجد ومن هنا نقرأ أيضا حرص جلالته على نوعية التعليم الذي يجب أن يحصل عليه ابناؤنا الطلبة من بيوتهم كما لو أنهم في قاعات الدرس وزيادة.
يقودني ذلك للتذكير بحقيقة جوهرها أن المتتبع لتصريحات وحوارات ولقاءات جلالة الملك على أكثر من صعيد محلي واقليمي ودولي كانت تؤكد حتمية انتقال العالم نحو شكل جديد للتعليم تتصدر التقنية مفرداته وعناوينه ومضامينه وكانت تلك المسألة المتعلقة بتطوير التعليم في الأردن تستحوذ مساحات واسعة وثابتة في خطاباته وكتب التكليف الساميه إلى حكوماته المتعاقبة للوصول الى نظام تعليمي عصري قادر على استيعاب الظروف والمستجدات ليتمكن تعليمنا من السير بخطى موازية مع أحدث انظمة التعليم العالمية.
في تأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني رسائل تطمين وضمانات أن مستقبل ابنائنا وبناتنا وتعليمهم بأمان وثقة ولا خوف من فاقد تعليمي يفوتهم حتى في ظل أحلك الظروف وأسوأها وبذلك يبدد الملك قلق الأهالي المتخوفين من انطلاقة العام الدراسي خاصة فيما إن كان الطلبة سوف ينتظمون في دراستهم بين المنزل والمدرسة طيلة العام أم أنهم سيعودون لما انتهوا اليه في عامهم الدراسي المنصرم الذي فاتهم منه الكثير.
مستقبل الأجيال القادمة وتوفير بيئة تعليمية ملائمة وتحويل التحديات إلى فرص وغيرها تعتبر أولويات على أجندة الملك وفي عهدته دائما وتلكم حقيقة جلية في المشهد الأردني ليس من الآن فحسب بل منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية.