وحده رئيس المجلس من بين مجلس الاعيان دولة فيصل الفايز الذي نسمع صوته متحدثاً عن الدولة واوضاعها بكافة مؤسساتها مقدماً رأيه في اهم المواضيع التي تواجهها، وعما هي فاعلة في حاضرها ومستقبلها القريب في ظل ازمة مركبة اقتصادية وصحية، وازمة سياسية من حولها تحمل تغيرات تكاد تعصف بالمنطقة.
الاعيان هم أولى الجهات بالحديث عن اوضاع الدولة ومؤسساتها ان كان بسبب موقعهم كجزء من السلطة التشريعية، او لخصوصية هذا الموقع المتأتية من اختيارهم من قبل السلطة الرسمية بل من رأس السلطة جلالة الملك وهو تعيين يحمل رمزية خاصة جعلت من العادة ان نسميهم مجلس الملك.
فضلاً عن ذلك إدراك الجميع لما يتمتع به المجلس من كفاءات تمتد لمجالات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وادارية ومالية وعلمية مما يعطي آراءهم ميزة لا تتوافر لغيرهم. وامام خبرات كهذه لا يجوز أن يغيب حضورها وفكرها وتجاربها عن اي حوار وطني ولا بد لها من مخاطبة الناس والاستماع لهم واجراء الحوارات المستمرة معهم حتى يصبح ذلك تقليداً سائداً.
يناسب جداً ان يعتاد الناس على سماع الاعيان يتكلمون من على المنابر التي لم تعد قليلة اليوم بل هي منتشرة في طول البلاد وعرضها. فحديثهم للناس يأتي تأكيداً لدورهم وتحقيقاً لواجبهم تجاه الدولة التي اختارت لهم موقعاً بين الخيرة ووضعت ثقتها فيهم اعياناً للمجتمع الاردني. والدولة اليوم بحاجتهم كما هي بحاجة كافة مؤسساتها للوقوف صفاً واحداً في وجه كل من يريد بالاردن شراً.
فهاهي الدولة الاردنية تتعرض منذ ان بدأت الحراكات في الدول العربية قبل نحو عشر سنوات لهجمات متعددة الاطراف والمواقع والمنابر. اقول هجمات مميزاً لها عن النقد البناء بلغة العلم والادب. حتى لم يعد خافياً على احد ان هناك استهدافاً واضحاً للاردن دولة ووطناً من قبل المهاجمين من الخارج كانوا أو من الداخل مما يملي على كافة مؤسسات الدولة التكاتف في اداء واجب الدفاع عن الاردن بشرح وجهة النظر الاردنية وبيان ثوابتها ومبادىء ومنطلقات سياساتها الداخلية والخارجية.
ننتظر من الاعيان الكرام ان ينفضوا عن انفسهم الحذر من كسر نهج قديم لا يزال قائماً يبقيهم على صمت في معظم الاحيان مكتفين بالدور التشريعي. ونخص من الاعيان رؤساء اللجان الذين يجب ان يكون لهم حضور وان يكونوا في مقدمة قوائم الدعوات لدى جميع منابر الاعلام.