يشعر المعلمون بالغبن لعدم وجود نقابة مهنية لهم ، تكون مظلة ترفع من سوية المهنة وتلقي بحمايتها على المنتسبين اسوة بباقي المهن ، وبات مبرر خضوع المعلمين لقانون الخدمة المدنية الذين يحظر عليهم انشاء نقابة كما هو التفسير المعتمد لعدم وجود نقابة خارج المنطق ، بعد ان قبل نفس قانون الخدمة وجود اعضاء نقابات مهنية اخرى تحت لوائه مع احتفاظهم بميزات وعلاوات المهنة.

فخريج كلية الزراعة المعين في وزارة التربية والتعليم يحصل على علاوة اضافية بحكم وجود نقابة مهنية له لا يحصل عليها معلم الكيمياء وهذا اختلال يجب معالجته وازالة الفوارق بين المعلمين تحديدا ، فجميعنا يؤمن ان التعليم مهنة ان لم تكن ام المهن.

تأطير المهن في قانون كان امتيازا اردنيا حافظ على نقاء المهن الاردنية ، فنحن لا نشهد مثل باقي الدول خللا في البناء او اخطاء طبية قاتلة ، بل نستقبل سنويا الاف المرضى من اقطار عربية وغير عربية ويغادرنا سنويا الاف المهندسين الى اقطار الخليج وغيرها ، كذلك باقي منتسبي النقابات المهنية ، وسمعة المهني الاردني لا تقارن مع سمعة اي مهني عربي ، وكل ذلك دون شك كان لوجود نقابات مهنية تعمل وفق قانون لحماية المهنة وتنظيمها.

المعلم هو المهني الوحيد المستثنى من التأطير المهني وهذا افرز اختلالا بنويا في واقع المهنة التربوية ومنتسبيها ، وانخفضت سوية المهنة بعد ان طال المعلم الاحباط واليأس وقلة المردود ناهيك عن انخفاض المستوى الاجتماعي لهذه المهنة المقدسة ، ووجود نقابة يرفع من سوية المهنة ويحدد ادوات لرفعتها كما يوفر ادوات رقابة وعقاب لمن يتجاوز على مفهومها المهني.

تتحدث الوزارة الان عن مدونة سلوك للمعلم وعن جملة برامج جديدة لصون العملية التربوية من التجاوز والخلل ، لكنها تغفل في جملة هذه الخطوات ضرورة وجود نقابة تكون ممثلة للمعلمين وتوصل بالمقابل رسائلهم وهمومهم ومطالبهم وهذا ابسط حقوقهم ، ولا مبرر لتخوفات وهواجس تجاوزتها الحالة الاردنية منذ زمن طويل.

قضية صوت المعلم قضية حساسة وكانت دوما على برامج المرشحين للبرلمان من خلال دعم نقابة للمعلمين لكنها لم تطرح تحت القبة الا في البرلمان الحادي عشر ولم يعد لها ذكر منذ ذلك التاريخ الى ان اعاد المعلمون طرح مشروع نقابة لهم بعد احساسهم بضرورة وجود هذا الجسم التنظيمي ، فهل يعقل ان نثق بالمهندس والممرض والطبيب وغيرها من المهن لتتأطر في نقابة مهنية ونخشى او نرفض وجود نقابة للمعلم.

ابسط حقوق المعلمين هو وجود اطار نقابي لهم ففكرة النادي لم تعد مجدية واقل من طموحهم واوجاعهم ولم تحقق الاندية الغاية المهنية ولم تلبً طموحاتهم المطلبية ، نتحدث عن اصلاح وتنمية بشرية وسياسية ووجود نقابة المعلمين دليل ممتاز على جدية هذه الاصلاحات المرجوة.

omarkallab@yahoo.com

الدستور