تعتبر مبادرة سمو رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الأميرة بسمة بنت طلال بتخصيص الثامن من آذار لهذا العام للاحتفال بمسيرة المرأة في السلك القضائي والمهن القانونية ، مؤشرا ً حقيقيا ً على الدعم الذي توليه القيادة الهاشمية لمسيرة المرأة في الأردن .

إشغال المرأة للمنصب القضائي منذ العام 1996 يعتبر خطوة ريادية ومؤثرة خطتها الدولة الأردنية تبشر بمزيد من النهوض في المستقبل القادم، بينما ما زال الجدل غير محسوم في كثير من الدول العربية فيما يتعلق بتكافؤ الفرص عندما يتعلق الأمر بتولي المرأة منصبا قضائيا. إن هذا النهوض بأدوار المرأة في الأردن يضعها وجها لوجه أمام تحديات جسيمة من خلال مشاركتها السياسية على المستوى المؤسسي، وهي تحديات لا يستهان بها أثبتت خلالها النساء اللاتي تبوأن مناصب قضائية قدراتهن وكفاءاتهن والتزامهن بتحقيق العدل والمساواة وسعيهن في البحث عن مكامن الخلل وإدماج قضاياهن في الخطط والاستراتيجيات والأهداف الوطنية.

إن مستقبل البناء الاجتماعي والسياسي والثقافي في أية دولة يعتمد بشكل أساسي على التنمية الشاملة والمستدامة لكافة لبنات الدولة ومكوناتها، والاعتراف بدور العنصر النسائي إنما يؤسس لرؤية نافذة وإيجابية لتحقيق العدالة الإجتماعية التي تعتبر شرطا ً ملحا ً لتطور المجتمع، فتطور مجتمع عصري واثق يتساوى فيه الجميع ليس بمعزل عن تطور أهم عناصره : المرأة.

الشهادات التي عرضت في حفل يوم المرأة العالمي في قصر العدل في الفيلم التوثيقي لمسيرة المرأة في القضاء والمهن القانونية، الذي أعدته اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، لسيدات شغلن مناصب قضائية وقانونية رفيعة ، أكدت كلها على دور القيادة العليا في توفير الفرص للنساء التي أثمرت كوكبة من القاضيات والحقوقيات البارزات ، وهناك الكثير أيضا من نماذج مشرقة لمحاميات وقاضيات أبدعن وجسّدن تفوقا ً في إشغال وإدارة مناصبهن قولا وسلوكا ً.

وجود المرأة في هذا المجال الحساس ليس ديكورا ً مكملا ً وليس ترفا ً سياسيا ً، فقد قطعت مسيرة المرأة في السلك القضائي والمهن القانونية شوطا ً طويلا ً ومهما ً في صياغة الأردن الحضاري الذي يضع نصف المجتمع في مكانه اللائق والمناسب ويترجم توجهات النظام السياسي لبلوغ معدل التنمية المنشود.

المؤشرات مليئة بالأمل والتفاؤل نحو مزيد من مشاركة فاعلة للنساء ، فالخطط على المستوى الوطني تتجه إلى منحها مساحات مهنية في الجهاز القضائي أكثر اتساعا ً ، وهو ما يعني مزيدا ً من الحقوق والفرص المتساوية والرفعة للوطن.

الرأي