facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أنسنة التعليم في وقت الجائحة


زينا الكركي
01-09-2020 10:26 AM

نحن اليوم على ابواب عام دراسي جديد ولكنه عام مختلف عن كل الأعوام السابقة. فالجائحة لا زالت تهدد عودة الطلبة الى مقاعد الدراسة، واستمرار العملية التعليمية بشكلها الطبيعي والمعتاد أصبح مشكوكاً بأمره بعد تزايد أعداد الحالات والقلق والتخوف الذي يسيطر على المشهد العام والمشهد التعليمي في الأردن بشكل خاص.

وكما حصل في كثير من دول العالم حيث من الضروري الآن الانتقال الى مرحلة التعايش مع هذه الجائحة والتصرف بحكمة وروية لإيجاد حلول لكل التحديات التعليمية التي تفرضها علينا. فالخيارات التعليمية المتاحة اصبحت متعددة الآن وهي تتراوح ما بين إرسال الطلبة الى المدارس مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي واجراءات السلامة وتقليل ساعات الدوام والمحافظة على بروتوكولات التباعد والنظافة العامة والشخصية وما بين بقاءهم في البيت والتعلم الكامل عن بعد وما بين التعليم الهجين او الهايبرد الذي يختلط فيه التعلم الاعتيادي في حرم المدرسة مع التعلم عن بعد. ومن الضروري أيضاً إشراك أولياء الأمور في اتخاذ مثل هذه القرارات الحيوية فيما يخص ابناءهم وبناتهم وإتاحة هذه الخيارات ومنحهم حرية الاختيار بما يتناسب مع ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

وتعود الثورة الصناعية الرابعة لتفرض شروطها مرة أخرى من خلال هذا المشهد وكأنها تقول لا مفر لكم مني ولا من أدواتي. فالحليف الوحيد لاستمرار العملية التعليمية هو استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ولكن مع أنسنة هذه الأداة وجعلها تحاكي الواقع المدرسي الحقيقي ما أمكن من خلال تفعيل دور الطلبة والأهالي والمعلمين وتشجيعهم على التفاعل مع بعضهم بعضاً خلال الحصة وما بعد الحصة ومن خلال الواجبات التي تتطلب عملاً جماعياً وحواراً وعملاً مع الأقران والعمل على مشاريع و أيضاً من خلال التركيز على قيمة التعاطف وخلق الوعي المجتمعي لدى الطلبة. لقد حان الوقت للتخلي عن تطبيق البرامج الالكترونية الذكية واستخدام التعليم عن بعد كأداة جامدة لإيصال رسالة الى المتلقي اي الطالب وكأننا نكرر ما يحصل في الغرف الصفية من ثلاثية التلقين والحفظ والاسترجاع حيث من الضروري الآن التفاعل مع هذه الادوات وأنسنتها لتأخذ أدواراً أكثر تأثيراً وفعاليةً في العملية التعليمية.

أما طلبة الصفوف الأساسية الصغرى فلا زال ذهابهم الى المدرسة بشكل اعتيادي ممكناً مع تعديلات على شكل يومهم الدراسي فالفيروس لا يشكل عليهم خطراً حسب الخبراء والمختصين. فبدلاً من الغرف الصفية المكتظة أساساً والتي تشهد اكتظاظاً أكبر بسبب انتقال عدد من طلبة المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية يجب التفكير ببدائل مثل الغرفة الصفية الخارجية في الهواء الطلق مما يتيح الفرصة للاستكشاف والاستقصاء والتساؤل حسب الظواهر والمشاهد التي يختبرها الطلبة بدلاً من وضعهم بين جدران اربعة ومحاولة ضبط المسافات بينهم فمن الضروري الآن إعادة متعة التعلم لهؤلاء الطلبة الصغار وقلب هذه الجائحة الى فرصة لجعل التعليم ممتعاً ومثيراً. وقبل اعتبار خيار الغرف الصفية المفتوحة يجب التحقق من مدى جاهزية المدارس وبنيتها التحتية وقدرتها لتوفير الغرفة الصفية الخارجية ومدى استعداد المعلمين والمعلمات لإدارة صفوف خارجية.

ان عدم ذهاب الطلبة الى المدارس لا يشكل تحديأ تعليمياً واكاديمياً فحسب بل هو تحدي لاستمرار حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم الشخصية ونموهم وفرصهم في بناء شخصياتهم وذواتهم وتفاعلهم مع اصدقائهم واقرانهم ويجب ان لا يتم إغفال هذا التحدي. فهناك علل وصعوبات نفسية يسببها توقف الذهاب الى المدرسة وهذه الصعوبات بحاجة الى التنبه والمعالجة.

وبالإضافة الى أهمية توفير ممرضين وأطباء في المدارس بالتعاون مع وزارة الصحة والمجتمع المحلي لا بد من تفعيل دور المرشدين والمرشدات النفسيين في المدرسة وتدريبهم على كيفية التعامل مع الطلبة ودعمهم نفسياً ومعنوياً في هذه الجائحة وتخصيص حصص مع المرشد النفسي سواء وجهاً لوجه او عن بعد وفي حال عدم وجودهم في المدرسة يجب الاستعانة بوزارة الصحة وتعيين مستشارين ومستشارات نفسيين للتواصل مع المدارس والطلبة بشكل دوري للإطمئنان على الطلبة والمعلمين والمعلمات وصحتهم النفسية في هذه الظروف.

وأخيراً وليس آخراً، ماذا عن الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة او الطلبة ذوي صعوبات التعلم والذين هم بأمس الحاجة الى التفاعل وجهاً لوجه مع معلميهم ومعلماتهم مهما كانت اعمارهم وصفوفهم. يجب ان لا يفقدوا حقهم في الاستمرار في التعليم والتفاعل حتى في هذه الأزمة.

هناك الكثير من التفاصيل التي يجب التفكر والتدبر بها قبل اصدار قرارات نهائية تؤثر صحياً ونفسياً واقتصادياً واجتماعياً على جيل كامل يمر بتجرية فريدة لم يعشها جيل سواه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :