التنمر الانتخابي .. و أين كنتم؟
د.مهند مبيضين
01-09-2020 01:01 AM
يمكن اضافة مصطلح التنمر الانتخابي لقائمة عوارض العملية الانتخابية، لكونها تعكس المجتمع، وثقافة الناس وطبيعة ردود الأفعال التي تصدر عنهم، فالمجتمع محتقن، والبعض ينتظر ان يتقدم فلان أو فلانة لأجل الترشح، ويقول جاء وقت الحساب، ويبدأ العتاب والنقد، والأقوال، وكان ما يجري ساحة استعراض لقدرات الخطاب والتشهير والغمز واللمز.
يقول احد المرشحين: ذهبت لأطلب رأي اهل بلدتي، واستكشف الموقف العام، وفوجئت بكم الغضب علي، وان الناس محتقنون، وفي حالة من الكراهية والغضب، لم احتمل الموقف فعدت، لأنهم تنمروا علي، وجعلوا شبابا صغارا او كما قال: «عيال» ينمروا عليّ، ويسألوني أين كنت لما كانت القرية تنقطع عنها المياه شهورا وأسابيع، وأين كنت لمّا نُقل مدير المدرسة، وأين كنت لمّا مات فلان، ولمّا جوّزنا ابننا، واين كنت لمّا أردنا إصلاح ديوان العشيرة؟
قلت لمشروع المرشح: وماذا رددت عليهم؟ قال لي: أتريدني ان أنزل لهذا المستوى؟ قلت : إنك تطلب أصوات الناس، في منطقة بعيدة، وهم يرون ان جلّ ما يملكونه في تلك اللحظة وما تبقى لديهم، هو وعدهم بالتصويت لك او دعمك، وهم صادقون، لكن لماذا لم تكن تذهب للواجبات الاجتماعية، ولماذا لم تساعدهم في تحقيق بعض مطالبهم او تطوير قاعة للخدمة العامة ، وانت مُقتدر؟.
قال: أتريدني أن أُلبي كلّ ذلك؟ قلت: لم اقل كذلك، لكن مشاركة الناس مهمة، فهل يمكن ان تقول ماذا قدمت لهم، ما هي مشاركتك لهم، كي نقول لك إن كانوا على حق ام لا! فانت لا تملك ذاكرة مشتركة معهم.
اخونا المرشح، لم يعجبه الكلام واعتبر سؤال أهالي منطقته إليه أين كنت، وماذا قدمت؟ نوعاً من التنمر، وانه استقواء عليه، لكني قلت له: قالوا قديماً:» الذي يقدم السبت بلاقي الأحد»، فأنصحكم بعدم الترشح، ومساعدتهم بإفراز مرشح يسكن معهم لا يذهب إليهم من عمان بالمناسبات كما نفعل نحن جميعا ممن نعمل بعمان، فعل لديهم شباب وشابات يعرفون وجعهم ومعاناتهم ومطالبهم، ولترفق بنفسك صديقي كي لا تسقط في نفق الندم لاحقاً.
إن اهل المناطق والقرى خارج عمان، يستحقون الكثير من الخير ، ويستحقون ان نعينهم، وإذا كان هناك شاب او شابة منهم في عمان وقادر على تحقيق مطالبهم لهم هم أن يطلبوه للترشح باسمهم، فوصف البعض بأنهم «جماعة عمان» يعتبر قدحاً غير مبرر وغير معقول، قال لي: أنا ذلك المرشح: قلت يا اخي لم لا يتذكرونك، إنهم إن قبلوا بمن يعمل بعمان ويستقر بها، فهم يريدون منه مشاركة معهم وذاكرة وعلاقات ويقف معهم في السرّاء والضَرّاء.
الدستور