بعد السلام: بداية لا بد أن ندرك بأنه عبر السنوات الماضية كان لرابطة الكتاب الأردنيين صولات وجولات ومواقف ثابتة تسجل لها وعلى سلم أولوياتها القضية الفلسطينية , ومن ثم الوقوف مع قضايانا القومية العربية وكما عرفنا بأن لها نهج خاص ومسار قامت عليه , دون أن تكون تابعة لأي جهة ما وكانت تسجل مواقف كثيرة خلال السنوات الماضية ضد أي ظلم يقع على أي جهة والوقوف لجانب القضية المركزية قضية فلسطين وهذا يسجل لها وصنعت لها مكانة في نفوس الكتاب , ومن هنا نشعر بأن المثقف والأديب والذي يحمل رسالة وصاحب القضية غالباً يتجه الكثير للإنضمام لعضوية الرابطة لمكانتها في الأردن والعالم العربي وهذا مهم جداً لأن الرابطة قامت على نصرة القضية الفلسطينية ونصرة قضايا أمتنا العربية , لذلك أصبح لزاماً علينا أن نحتضن الرابطة ونعمل من أجل إدامة بقائها مستقرة , وإن حصل أي خلاف من وقت إلى آخر فلا يمنع أن نحتويه حتى لا يتوسع ونعمل على أن يُحل الأمر الخلافي بعقلانية وعلى أن تُغلب مصلحة الرابطة والحاضنة للأدباء والمثقفين والمبدعين , وإشير بأنه لا بد من الفرز بين الأعضاء , وكذلك التميز بين المثقفين فمنهم حملة الشهادات وأصحاب المواقف والقيم والمبادىء الثابتة وغيرهم وبغض النظر عن مستوى التعليم وهؤلاء جميعاً يحملون شعارات نبيلة منها حرية التفكير والتعبير بكل حرية دون قيود , والسعي لحرية الشعوب وإحقاق الحق وتحقيق العدالة والمساواة ما بين الشعوب وقضيتنا هي الأهم وخاصة مناهضة التطبيع مع العدو , والصنف الآخر من المثقفين له اتجاهات مختلفة نحترمها ونحترم اتجاههم وكتاباتهم .
كان لا بد من هذه المقدمة لكي نَعبر للموضوع الذي حصل قبل أيام من خلاف بين أعضاء الرابطة ومما ظهر لنا ونحن عن بعد أو بعيدين عما يجري وجرى صياغة منشورات من عدة بيانات شعرنا بأن هناك تفاوت في التصاريح وما يقال , وفي النهاية لم تصلنا الحقيقة كاملة سوى بعض الرتوش من هنا وهناك وهذا لا يكفي فقد فقدنا البوصلة ولا ندري أين الصواب والاتجاه السليم لأننا بعيدون عن المشهد .
وآخر المطاف تفاجأنا بصدور البيان المعروف وهو تنحية الرئيس د سعد شاهين والذي جرى كما علمنا من خلال ‘ اجتماع قامت الهيئة الإدارية به وما وصلنا ونحن خارج الأمر بأنه جرى بممارسة الديمقراطية والتصويت على تنحية الرئيس الرابطة الكتاب الأردنيين د سعد وتم تعين رئيس آخر وهو الأستاذ أكرم الزعبي . ونحن لم نكن بالحدث ولم نطلع على الأسباب الحقيقية فقد تكون هناك بعض الأمور التي لا نعرفها نحن كأعضاء وكان بودي دعوة الهيئة العامة للإطلاع على التجاوزات ولكن في تصوري القانون والنظام يسمح لهم كإدارة وهي مكلفة من الأعضاء أصلا حسب قانون ونظام الجمعيات فالرئيس يختاره أعضاء الهيئة الإدارية فيما بينهم كما هو معروف في نظام الجمعيات والهيئة الفائزة هي من تعين الرئيس . والخلاصة بأن الهيئة الإدارية على دراية بكل الأمور .
والظاهر بأن القرار بقي ساريا بتنحية الرئيس . وما وصلنا لاحقاً أيضا بأن الأمور لم تستقر حول من هو الرئيس بعد أن قدم الدكتور سعد شاهين استقالته رسميا ودون الرجوع , وهنا السؤال ؟ هل علينا أن نتناحر كأعضاء في قلب الدائرة وندور في فراغ ,علينا أن ندرك بأن مصلحة الرابطة ببقائها مستقرة في مصلحة الأعضاء .
وكذلك مكانة الرابطة في الأردن والعالم العربي ومن مصلحتنا استقرار الرابطة بغض النظر من يكون الرئيس ويجب تغليب مصلحة الرابطة بعيداً عن أي خلافات وصراعات ما بين الكتل وعليهم ألا يتناسوا بأن هناك أعضاء ويجب أن اطلاعهم على النهايات وعليهم أن يطمئنوا أعضاء الرابطة راجين الحلول السريعة قبل أن تؤدي بنا للمجهول وتعصف بنا ونصبح بلا مظلة في العراء لا مكان يجمعنا أو مكان كله صخب . راجياً من الجميع الإلتفاف حول الرابطة بعيداً عن الشخوص والذين نحترمهم ونجلهم وكثير من التقدير والإحترام لكل من قدم ويقدم وكل الرؤساء قدموا للرابطة ودون استثناء وكذلك أعضاء الإدارات المتعاقبة .
متمنيا الخروج باتفاق وحل كل الخلافات وليس هذا فقط بل التصالح والتسامح والنسيان , نريد رابطة قوية تجاه قضايانا القومية وتجاه أعضاء الرابطة والله الموفق .