قصة شهيد أردنيماهر ابو طير
07-06-2007 03:00 AM
"يا وليدي.. ابني ذهب للحرب في القدس وعمره ستة عشر عاما ، يا وليدي.. انتظرته مع العسكر العائدين ، نظرت في وجوههم وجها وجها لعلي اراه ، فلم أراه ، يا وليدي.. بحثت عنه بين الجرحى في المستشفيات ، فلم اجده ، ذهبت الى المقابر ، لم اترك قبرا الا وسألت عن صاحبه ، فلم اجده ، يا وليدي ابني راح شهيد في القدس ، وما عاد ، يا مندرى يكون عايش وعمره اليوم ستة وخمسين عاما ويعود فجأة ، يا وليدي ، كأنه راح مبارح بس من بين ايدي".بتلك الكلمات المحزنة والمؤثرة كانت تتحدث اليَّ عجوز بمدرقتها السوداء في قصر بسمان ، امس الاول ، حين استقبل الملك ذوي الشهداء ، في الخامس من حزيران ليكرمهم ، وليقول الملك للناس جميعا.. ان الاردنيين قاتلوا في فلسطين ، لم يرموا سلاحهم ، لم يهربوا ، فأسوار القدس شاهدة عليهم ، واذا كان الاردن البلد العربي ، الاسهل ، لطعن الغادرين والمزورين في الاعلام العربي ، كون جيشه كان في القدس عام 1967 ، فلا احد يتحدث عن دول عربية كبرى ، بامكانات ضخمة خسرت الحرب ، وكأن المطلوب من الاردن فقط ابتكار المعجزات ، برغم ان الاردن وحده الذي قدم ، ويكفي ان رغيف خبز الاردني وشربة ماء ابنه يتقاسمهما حتى اليوم مع ابناء الضفة الغربية ، ويكفي ان يعيش الاردنيون من اصل فلسطيني في الاردن وكرامتهم واعراضهم وبيوتهم مستورة ومحفوظة ومواطنتهم مكتملة وفائضة ربما ، حتى لا نبقى نوقت ساعاتنا على ساعات دعاة التقاسم الوظيفي ، وكأن الاردن لا يصبح وطنا محترما الا بتقسيمه على شكل وظائف واعطيات لمختلف التنوعات التي فيه ، وحتى لا تبقى قيمة الاردن في تعامله مع فلسطين محشورا في قيم ضيقة صغيرة تريد ان تجعل الاردن القاتل والمجرم وغيره الطاهر والشريف.
|
ممتاز
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة