اضاعوها .. واية فرصة كانت ؟!!
د.احمد القطامين
09-03-2010 04:04 PM
خبراء في السياسة والدبلوماسية.. هكذا يفترض في وزراء الخارجية العرب الذي اجتمعوا في القاهرة واعطوا رئيس السلطة الترخيص المطلوب لإجراء مفاوضات "غير مباشرة" بين السلطة والحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل. المطلعون يقولون ان معنى المفاوضات غير المباشرة ان يجلس الطرفين في غرفتين متجاورتين ويقوم ساعي بريد امريكي بالإنتقال المكوكي بين الغرفتين لإيصال الرسائل التفاوضية بينهما.
عباس، في سابقة هي الاولى من نوعها يصر على ترخيص عربي واسع لمفاوضات يقول عنها كل المراقبين انها نزولا عند رغبة امريكية اسرائيلية مشتركة، الهدف منها اجراء لعبة محدودة تحد من الضغط الدولي على الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل لوقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات "غير المجدية" بين الطرفين ولمحاولة وقف المطاردات الدولية لقادة العدوان الاسرائيلي على غزة.
كان امام وزراء الخارجية العرب فرصة نادرة جدا ان يقولوا لا للمفاوضات غير المباشرة ولا اخرى لاستئناف المفاوضات قبل وقف شامل للاستيطان.. الم يكن ذلك ممكنا في ظل الضعف غير المسبوق في الموقف الاسارائيلي على المستوى العالمي؟ ألم تتعرض الدولة العبرية وقادتها السياسيين والعسكريين الى اكبر حملة في تاريخهم تتهمهم بإرتكاب جرائم حرب وجرائم اخرى ضد الانسانية.. لقد كان قادتهم مهددين بالاعتقال في اكثر دول العالم وكانت الشرنقة تحيط بهم من كل جانب ، فلماذا نهب لانقاذهم ؟
سيكون الآن بامكانهم ان يقولوا للعالم انظروا لقد تغيرنا من زمرة من المتطرفين لا ترى ابعد من انوفها الى مفاوضين من طراز رفيع، نجلس جنبا الى جنبا مع الفلسطينيين في غرفتين متجاورتين للتفاوض غير المباشر.. لأننا نحن الطرف الذي يرغب فعلا في التفاوض من اجل ايجاد حل لهذه القضية الشائكة التي ظلت على مدى ستة عقود تؤرق العالم.. اذن، لماذا تطاردوننا بسبب تدميرنا غزة ؟.. فبدون هذا التدمير هل من قوة تجبر الفلسطنيين ومعهم العرب على الموافقة على التفاوض معنا بدون ثمن.. كما قرروا فعلا.. فلتفكوا عنا هذا الحصار الذي تفرضونه على قادتنا المدنيين والعسكرين.. ولنبدأ مرحلة جديدة نجبرهم فيها على تقديم كل التنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق حسب شروطنا المعلنة والتي تعرفونها جيدا.
انها فعلا خسارة كبيرة .. فقد كانت فرصة نادرة امام وزراءنا الاشاوس، لكنهم اضاعوها كما ضاعت كل الفرص التي كانت تسنح احيانا قليلة جدا.. ودائما نفشل في اغتنامها.
qatamin8@hotmail.com