إيمان مجلس الوزراء بدور وزارة الثقافة في ملفات وطنية مهمّة، يتوّجها الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، من خلال لجنة برئاسة رئيس الوزراءالدكتور عمر الرزاز لمراجعة الخطة التي وضعتها وزارة الثقافة، وبمشاركة وزارات عديدة، هو في الواقع فهم حضاري وتفكير منطقي بجدارتها لأن تقدّم خبرتها الفنية والأدبية في صياغة الوجدان الوطني وحفز الطاقات التعبيرية وتأكيد البناء الوطني والمداميك التي تأسست عليها الدولة الأردنية وقصص النجاح والنماذج المحترمة التي ما كانت لتتوهّج دولة مؤسسات وبناءً ديمقراطيّاً وثراءً في التنوع والعطاء لولا استناد هذه النماذج إلى "الأفكار النيّرة" التي قام عليها بلدنا في تنوّعه الثقافي وفسيفسائه المجتمعيّ وهويّته التي بقيت ثابتةً وراسخةً، بالرغم من كلّ التحديات والأنواء والأعاصير التي مرّت بها المنطقة، وفي الواقع فإنّ حضور وزارة الثقافة، بوصفها ممثلةً للفعل الثقافي الرسمي وأيضاً صديقة لكلّ الجهود الراقية والحضارية في ثقافة الفرح بالإنجاز، يفيدنا في أن تكون المقترحات عمليّةً ومنظّمةً، لأسباب كثيرة، يطول الحديث فيها، منها "الداتا" الفكرية والفنية والأدبية والمعرفيّة المؤسسية التي تتوافر عليها، وكونها أرشيفاً ثرياً لكلّ عناصر الخطّة الاحتفالية وأفكارها التي وضعتها الوزارة ويقدمها وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي على طاولة النقاش مع الوزراء أعضاء اللجنة، لاستثمار كلّ مساحة من مساحات الفرح الأردنيّ بهذه المناسبة العزيزة التي تروي الأساس الثابت والبناء العالي وقصّة النجاح والتي منها جزءٌ كبيرٌ توثيقي واحتفالي ذهني ووجداني واستعادة للتاريخ الجميل والمليء بالتصميم والعزم والمعنوية العالية والثقة بالمشروع الأردني الوحدوي والعروبي، في ظلّ القيادة الهاشمية الحكيمة ذات المكانة الأثيرة في قلوب الأردنيين والعرب والتي لها منازل وديار وحب ومودّة تعكس أخلاقهم العالية وحسّهم الإنسانيّ الرفيع وفكرهم الوطني الكبير.
ولقد استطاعت وزارة الثقافة أن تؤكّد حضورها في فترة هي من أخطر الفترات تأثيراً على نفسيّة المجتمع، فكانت الوصفة الإدارية للإبداع الجمالي واجتراح حزم التكيّف الثقافي ومنصّات التدريب الفني التي دخلت قلوب الناس قبل أن تدخل بيوتهم في أوج الحظر... والكثير الكثير واليومي من مثل ذلك، أكبر دليل على ألا تنحصر هذه الوزارة ذات الدوّر الحسّاس في كثير من الدول، في أعمال لا تتناسب مع ما وُجدت لأجله في رسالتها وفلسفتها العظيمة في غذاء العقل والوجدان والروح،.. لكلّ ذلك، فقد استطاعت وزارة الثقافة أن تتجاوز كلّ المعيقات وامتحان "كورونا" المفاجئ، ليكون "التفكير خارج الصندوق" سبباً في حضورها المُقنِع والوجيه لدى المثقفين والنخب وكلّ الناس، ولدى القطاع الحكومي بطبيعة الحال، ومن خلال الإعجاب العربي على منصّة قراءة دورها الرياديّ والواثق واشتغالها الدؤوب والواضح لتنفيذ ما اضطلعت به من رسالةٍ وطنيّةٍ وأهدافٍ إنسانيّةٍ ساميةٍ ونبيلة.