مع كل هذا الذي نراه على امتداد الكرة الارضية من مصائب، وذعر ورعب نتيجة انتشار جائحة الكورونا، نرى ونسمع البعض ما زال يشكك في وجود هذا الوباء، وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا وتفاقما قد نختلف مع الحكومة في بعض قراراتها غير الشعبوية، وهي بشر تصيب وتخطئ، أما أن يصل التشكيك في كل ما يصدر عنها فهذا أمر مزعج ومضر بمصالح الوطن المواطنين وعلى راس ذلك التشكيك بوجود الكورونا، فأي حكومة هذه التي تسعى لجلب الفشل إلى نفسها النجاح هدف وطموح على مستوى الأفراد والجماعات وكذلك الحكومات، ما الذي يجبر الحكومة على اتخاذ اجراءات حاسمة وقاسية لولا شعورها بخطورة هذا الوضع، علينا بدل التشكيك أن نفخر بما حققه بلدنا شحيح الموارد والإمكانات، إلا من خلال طاقاته وثرواته البشرية التي نعتز ونباهي بها العالم، لقد اتخذت الحكومة اجراءات نالت اعجاب العالم، وعلينا أن نطرح مجموعة من الاسئلة على اولئك المشككين بوجود هذا الفيروس ونحن نحترم رايهم بالطبع، ما هي مصلحة الدولة أن تسخر كافة أمكانات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية واشغالها ليلا ونهارا حرصا على صحة وسلامة الوطن والمواطن، وتسخير كافة الامكانات الطبية لمواجهة هذا الفيروس، ما هي مصلحة الدولة أن تعلق دوام المؤسسات التعليمية؟ وما مصلحتها في عزل البلد عن الاتصال مع العالم وإغلاق المعابر الحدودية البرية والجوية والبحرية؟ ما مصلحتها في إغلاق الأماكن السياحية وتعطيل الدوائر والمؤسسات الرسمية وتعطيل القطاع الخاص باستثناء القطاع الصحي؟ وما مصلحة الدولة في إعلان العمل بقانون الدفاع وفرض حظر التجول الشامل في كافة انحاء المملكة، وبعدها عزل بعض المحافظات، وما مصلحة الدولة في تحمل تكاليف الحجر الصحي لآلاف المواطنين العائدين من الخارج؟ وما مصلحتها في إغلاق المساجد والكنائس وما مصلحتها في تعطيل حركه الاقتصاد والتأثير على زيادة العجز في الموازنة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من صعوبات كبيرة قبل أن نبتلي بهذا الفيروس، وما الذي أجبر الحكومة على تحمل اعباء ومسؤوليات الحظر الاقتصادية والاجتماعية، وتأمين وسائل الوقاية والسلامة العامة وإيصال الدواء والغذاء إلى المنازل واؤكد أن لا مصلحة لها إلا المحافظة على سلامة الوطن والمواطنين وحمايتهم من هذا الوباء. علينا أن لا نشكك، بل علينا أن نطبق تعليمات السلامة والوقاية، وأن نجعل منها ثقافة يومية نتعامل معها، وأن نوقف انتشار هذا الفيروس اللعين، والكل شعر بالقلق نتيجة ارتفاع أعداد الإصابات مؤخرا، ولا مجال لتعطيل الحركة الاقتصادية والتجارية من جديد، يكفيها ما لحق بها من ضرر بالغ نتيجه هذا الوباء، وعلينا أن نتحمل مسؤولياتنا في وقف انتشار الوباء ومراعاة اجراءات السلامة والوقاية بكل دقة خاصة وأننا على أبواب عودة المدارس والجامعات إلى الدوام وهذا يرتب علينا جميعا مسؤوليات أكبر للمحافظة على صحة وسلامة أبنائنا.

الرأي