قاسية هي اوساط الثقافة في الاردن.
فجأة, وقبل اكثر من عامين, اختفى جمال ابو حمدان. لم يكتب. ولم يتكرر في الدراما, كما اعتاد, او كما اعتادت, لم يسأل احد. ولم يلحظ احد. هكذا نحن, او هكذا تعودنا..!اين الكاتب جمال ابو حمدان؟!
يفترض في الاجابة ان تكون معقدة, وسأبدأ بنفسي..
-لا اعرف..!
اختلفت مع جمال, وما زلت. وهو خلاف في الشكل. والاصل في الافراد ان يختلفوا. فبالاختلاف تستدرج الحياة. ويستدرج التنوع. فتضج المدينة بصخب الصداقات المختلفة.
اشهد انه حاول احتواء اختلافي او خلافي. واشهد انني لم افعل. او لم استطع. فجف الماء. وماء بلادنا شحيح بطبعه.
ليس مهما هنا البحث عن الحق وصاحبه. فصداقات المدينة, ان كانت مدينة, لا تأبه الى "لغو" كهذا.
قاسية هذه "العمان". او للدقة, قساة هؤلاء الذين يدّعونها. كن ما تكون. فحق المدينة عليك ان تكون حاضراً فيها. وحقك فيها, ان يفتقدك, اقصد يتذكرك احد.. قبل مجد "الموت الجميل".
مهما اختلفتَ مع جمال, فالرجل ليس شيئاً عادياً في ثقافة المدينة وتاريخها الحديث. فما بالك, ان سألت عن العرب ومدنهم, وقسوة "بداواتهم".
لـ "ابي توفيق" تحية المدينة. وله "غمامها" الصيفي, الذي يعرف. فـ "الزهرة البرية", التي نمت قرب نهر جف, لم "يقطفها" احد بعد. و "المرج", حتى وان كان لـ "الحمام", يصعب ان يصير "برجاً" له.. حتى ولو كان "الحمام" لزاجل..!؟
FAFIE@YAHOO.COM