عمان، الدلالة والهوية الانتخابية
د. حازم قشوع
29-08-2020 12:05 AM
تعتبر عمان احد اهم العواصم العربية ليس فقط لعظمة مكانتها التاريخية، او لمكانتها السياسية او حتى لتميز طابعها المعماري ولونها الثقافي، بل لواسع قدرتها على احتواء تنوع الحضارة الانسانية في اطار عنونته عمان بالصورة والمضمون.
عمان، التي تشكل عنوان للسلم الاهلي والسلام المجتمعي تحتوي تنوعا ديموغرافيا فريدا، وحالة جغرافية مميزة، حيث تزهو بالألوان التعددية بزهو سقف الحريات وتجسد النهج الديموقراطي بروح المشاركة التفاعلية، ويرتقي الطابع المدني فيها برقي انسانها، فكرا وممارسة، بمنهجية أداء، وبرسالة متفاعلة مع عمقها العربي ومحيطها الجغرافي، حيث تعمل عمان من خلال مسيرة واثقة من حتمية الانجاز على تعظيم مساراتها التنموية وذلك وفق سياسة تراكم الانجاز وضمن منهجية خططية يراعى فيها ايجاد البنية التحتية، وتقديم الطابع العصري للمدينة الذي يدمج بين الاصالة والمعاصرة.
ولان عمان بنموذجها المدني بالطابع والمضمون، ولمكانتها المركزية في الحياة البرلمانية، فان المنطقة تنظر كما العالم الى نموذجها الانتخابي بمنظار ريادي يقاس معه ميزان تقييم يقوم على مقياس طبيعة المشاركة ونوعية المشاركة وحجم المشاركة التفاعلية والانتخابية، هذا لان عمان يعول عليها ان تكون قبسا انتخابيا وديموقراطيا للمنطقة وشعوبها، فيما تتم متابعه كيفية المشاركة الانتخابية واجوائها ومجريات التغيير السلمي الذي تفرزه العملية الانتخابية وصناديق الاقتراع.
لذا كان الطابع الذي تقدم به عمان لذاتها ونموذجها الانتخابي يعد من اهم الصور التي يمكن لعمان تقديمها، لانها تدل على سمة المواطنة التشاركية، ودلالة الحالة المدنية، ومقدار التمايز المعرفي، ومدي احترام الديموقراطية التعددية، وهي عوامل من شأنها ان تقدم الطابع الذي يستحقه الاردن ومجتمع عاصمة الاردن السياسية، التي اضحت تشكل نموذجا يمكن اعتماده للمنطقة وشعوبها.
صحيح ان عمان كانت تتكون من هلال بلقاوي وخليط داخلي، لكن ما هو صحيح ايضا ان عمان في الوقت الراهن تتكون من كل العشائر والحمايل والعائلات الاردنية وضمن معادلة اختلطت فيها الديموغرافيا بالجغرافيا،،فان اسقاطات الهويات الفرعية في المشهد الانتخابي العماني لا اجده مناسبا لا لعمان بمكانتها، ولا لمكنونها الثقافي الديموقراطي، ولا لطابعها المدني.
فما رفضته عمان في القرن الماضي لا يمكن ان تقبله سمة في القرن الحالي، اما ان تبدا العشائر في عمان بتقديم قوائم عشائرية صرفة للانتخابات النيابية فهي ظاهرة ستحمل ردات فعل سلبية غير مستحبة لكونها ظاهرة ستبعد عمان عن حاضنتها المدنية، ولن تسمح بتقديم صورة عمان بالشكل والمضمون الذي توافق عليه الاردن بتقديم عمان لذاتها وهويتها السياسية.
صحيح ان قانون الانتخاب الحالي لا يساعد عمان على تقديم صورتها التي تستحق لان النظام الانتخابي مبني على الصوت الواحد المتحول، لكن ما هو صحيح ايضا ان عمان لن تقبل ان تكون الا عمان بمدنية الطابع ومضمون الرسالة التي تقف عليها منذ نشأتها، والتي سنعمل جاهدين على تمكينها من تأديتها على كل الصعد والمستويات، لتبقى عمان عاصمة هلال العرب برايتها الهاشمية.
الدستور