عندما تتشكل الحكومة ، تتباين الآراء والأفكار بين صفوف الكتاب ، وتشرع الأبواب وتنغمس الأقلام بالمحابر ، وتنقسم إلى مادح للحكومة وناقد لها ؛ وان كان الغالب من الكتاب يدونون مقالاتهم تحت مصباح واحد ، ويوجهون أشرعة أقلامهم نحو النقد المبرمج للحكومة.
ونتساءل ألم يقم الكتاب من نقد الحكومات السابقة وتعبيد الطريق المتعرج الصعب للحكومة الجديدة ومن ثم إيجاد تحويلة للمرور السريع للنقد السريع؟ أليس لديهم مخزون من المقالات الناقدة لمجرد النقد تملأ أدراج مكاتبهم ومخزنة على أجهزة حواسبهم تنتظر النشر!
إن المتتبع والقارئ لأعمدة الكتاب حول نهج الحكومة وبرامجها وخطط تنفيذها ؛ يجد أن البعض منهم لديه بصمة انتقائية وساحرة في النقد والمغالاة والتعامي بقصد عن جوهر الحقيقة ؛ بل أن البعض يحمل مواقف ضمنية يقطف من أراد ثمارها ، ويتنصل في ذات اللحظة من الادعاء بغرسها.
ونحن نعلم أن الكاتب هو أسير جمهوره ومحيط مجتمعه المتلقي لأفكاره وآرائه ؛ فيؤثر فيهم ويتأثر بهم ؛ فحضوره يفرض مسارا معينا على الساحة السياسية .
ولذلك علينا أن لا نتسابق على نقد الحكومة والقفز على مضمار الموضوعية، وبنفس الوقت علينا أيضا أن نبتعد عن التطبيل والتهليل للحكومة أو هز شجرتها وكأنها تتساقط علينا رطبا جنيا.
ولكن نلمس من البعض نقدا مبرمجا للحكومة وزيادة في فرز هرمون النقد الميكيافلي؛ فالنقد الموضوعي جميل طالما كان ضمن مربع المصلحة الوطنية ؛ أما النقد المتدثر بثياب ومعطف الشخصنة والمصالح الضيقة فهو تحشيد لقلب الحقائق وخلق للذرائع وتعطيل لعمل الحكومة، ودعونا أيها الكتاب من مقالات تضر بالوطن ومؤسساته ؛ فلم تعد تخفى على عاقل نار الكي عن نار الشي؛ فلا تأكلوا خبزكم على موائد غيركم.
فالموقف يستدعي منا مراجعة حقيقية ومحاكمة عقلية للتمييز بين الغث والسمين ، وان تكون نوايا الأقلام صادقة وسليمة ومخلصة في حب الوطن وقائد الوطن؛ ولا يكون حال كتابنا كحال حاطب الليل أو كصياح الغراب لعله ينزل الغيث يوما ، وكما قال الشاعر: أرى ألف بان لا يقوم بهادم فكيف ببان خلفه ألف هادم.
Malek_kh71@yahoo.com