المشاركة في الانتخابات للمغتربين
عمر كلاب
08-03-2010 03:14 AM
احيت الانتخابات العراقية وهج العراق عند المغتربين العراقيين في 16 دولة عربية ، ناهيك عن دول اجنبية ، وفتحت المفوضية العليا صناديق الاقتراع في بلدان الاغتراب العراقي ، ورغم بعض الملاحظات التي بثتها القنوات الفضائية حول الاوراق والمستمسكات حسب المصطلح العراقي ، الا ان الامر في النهاية داعب سلوك العراقيين حيال الوطن وناسه ومرشحيه.
الان نحن - كما تقول وزارة التمية السياسية - على ابواب تجهيز قانون انتخابات جديد ، من المفترض ان يطبقه الاردنيون قبل نهاية العام الحالي ، اليس من المفيد قراءة التجربة العراقية وتجارب دول اخرى في السماح للمغتربين بالاقتراع ، خاصة وان مغتربينا رافد مهم اقتصاديا وسياسيا للوطن في البلدان التي يقيمون بها.
لدينا الاف من الاردنيين في الخليج العربي وهم مسجلون في الدوائر الانتخابية ، وبعض الميسورين من المرشحين كانوا يحضرونهم بطائرات خاصة للاقتراع او بمواصلات برية ، فلماذا نحرم باقي المرشحين من اصواتهم ونحرمهم حقهم في ممارسة مواطنتهم عبر صناديق الاقتراع.
تواصل المغترب مع وطنه ضرورة وطنية وعلينا ان نغرسها في نفوس ابنائهم الذين بعدما يعودون يكونون اغرابا في وطنهم بحكم انقطاع الصلة طوال سنين الاغتراب الا من اجازة صيف عابرة كانت تنقضي برحلات او ولائم عائلية وحضور فعاليات مهرجان جرش.
اذا كنا نتحدث عن الاصلاح السياسي ونعتبره اولوية حكومية: فيجب ان تظهر خطوات اصلاحية في قانون الانتخاب الذي هو ابرز عنوان في الاصلاح السياسي ، واول هذه الاصلاحات السماح للمغتربين بالاقتراع في اماكن تواجدهم وخاصة في الدول التي تحتضن آلافاً منهم دون ترك هذا الباب لمن يملك المال من المرشحين على حساب من لا يملك.
المغتربون مواطنون من حقهم ممارسة مواطنتهم في بلدان الاغتراب ، وابقاء التواصل معهم دائما ، من اجل حفاظهم على حبلهم السري مع الوطن حتى وهم بعيدون ، هناك ملف كامل لدى وزارة التنمية يحوي كل ما طلبه المغتربون في الامارات العربية بعد لقاء عقدته وزارة التمية السياسية معهم ، واعلنت وقتها نيتها استكمال الزيارات الى باقي التجمعات الاردنية في دول الاغتراب ، ولكن الزيارات توقفت مع رحيل الوزير السابق الدكتور كمال ناصر ومَقدَم المهندس موسى المعايطة وننتظر منه احياء هذا الملف واستكمال برنامج التواصل مع المغتربين.
نحتاج الى قرار جريء في فتح مراكز اقتراع خارجية ونحن لدينا علاقات دافئة وسفارات في كل دول التجمعات الاردنية في بلدان الاغتراب ، ولا نطالب بفتح مراكز اقتراع في كل الدنيا ولكن على الاقل في دول الاكتظاظ مع فتح مراكز في الدول المتقاربة والتي يمكن ان يصلها الاردني بيسر وسهولة كما في بعض الدول الاوروبية المتقاربة.
رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة ونأمل من وزير منفتح واصلاحي مثل موسى المعايطة ان يبادر الى فتح مراكز الاقتراع في الخارج بعد تعديل القانون وازالة العوائق امام اقتراع المغتربين.
omarkallab@yahoo.com
الدستور