منذ زمن بعيد كنا نسمع عن الخرافات والتنبؤات ، لقد عشناها وصدقها البعض ، في زمننا هذا عاش شبابنا فلسفة قارئة الفنجان ومارست كثير من الجهات دور العرافين والعرافات ، منذ كنا نسمع العرافة تقول لفتاة هناك يظهر في قعر فنجانك شاب وسيم سيأتي على حصان أبيض يحملك بعيدا ، لقد طارت فرحا غمرتها سعادة ، جعلتها تلك الكلمات تحلم من جديد ، رغم ان الواقع الذي جعلها تقف في صف اليائسات لوح لها معبرا عن وجوده الا انها تجاهلته.
هناك في زواية المطعم يقف ذاك الشاب مشدود الانتباه لما تقوله قارئة فنجانه، ان هناك كثير من الفرح والسعادة ، طاقة الفرج، صفقات تجارية وفتاة تتمايل أمامك كي تراها ، لكن احدهم يترصد لك سيكون صعبا ان تحقق كل هذا ما دام يقف في طريقك ، انتهى الامر هكذا هي الصورة تصف الحال والاقوال وتعاد الكرة الاف المرات .
قارئة الفنجان هذه لاتكذب ...
هل تدفعين الثمن ؟!.. قولي لا يسمعك احد... !!
اسهبت بالقول نعم ..الشباب المتعطش للأمل ، نعم حتى لو بالخرافات منها ، ما دامت تعطيهم مساحة من الامل ، لقد مُورسَت كل الطقوس المعروفة والمجهولة من أصحاب القرارات ليبقى الشباب يركضون خلف تنبؤات تقدم لهم في كافة المجالات ، تضليل الشباب والشابات وتخديرهم من المشعوذين ، بقليل من الترحيب والتصوير والفتات من الدعم المادي ، مقابل ذلك يمتلكونهم مع منع التصرف ، هؤلاء الاشخاص عاثوا فساد وتمادوا في سلوكهم من سرقة الافكار والمقامرة على أحلام الشباب.
وداعاً لقراءة الفنجان وأهلا باستشراف المستقبل....
سياتي اليوم الذي تتلاشي فيه خزعبلات الماض الذي سيطر عدة عقود على المشهد ، فكما اسلفنا سابقًا كان هناك الكثير من الهرطقات ، ان الذي جعلنا ننتظر أحلامنا لتغيب عنا وتذهب دون نتيجه سيزول .
اليوم اصبح الامر مكشوف بلا غطاء وسقط كل المدافعيين ، ان الوعي الذي انتشر والانفتاح على العلم والعالم جعل من شبابنا اكثر قدرة على التميز بين اصحاب الاقوال بلا أفعال وأصحاب القول والعمل ، قدرتهم على استشراف المستقبل هي محرك البحث العلمي الجديد مدعوم بالمعرفة والثقافة والتعليم الذي لم يعد حكرًا على نخب مجتمعية ، نعم الشباب انقلبوا على الواقع المفروض وصنعوا واقعهم الجديد ، لغتهم الوطنية اختلفت عما كان معروفا سابقا ، من يتقن لغة الحوار الذي يدير دفته شبابنا يمكنه ادراك حجم التغيير القادم ، انهارت جسور التواصل والثقة عبر عقود وترميمها كان للتجميل ، لقد ارتفعت نسبة البطالة وانخفض معها الانتماء الوطني الحقيقي الذي ولد معهم ، ارتفع العزوف عن الزواج وتزعزعت الروابط الاسرية ، كثيرة هي المفارقات بين ما نطمح اليه وما نحن عليه ، لكن الاكثر خطورة ان هناك تجاهل لكل ما يعيشه الشباب والشابات من ظروف اجتماعية واقتصادية لتظهر الدراسات ان من اولويات الشباب الاردني ، البحث عن امتلاك منزل للعيش ودخل اضافي والحصول على دعم مادي لأفكارهم واخيرا ينقلب الفنجان ...
دعوة لكل الشباب في مجتمعنا لا تقنطوا من رحمة الله ولا تبخلوا على الوطن بالحب والعطاء والتقدير ، حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الاردن وعاش الشباب .