قبر جحاهاني العزيزي
07-06-2007 03:00 AM
قال لي زميل منذ سنوات بعيدة خلت : زرت أثناء دراستي الجامعية في تركيا قبر جحا ، حيث ضحكت طويلا لما رأيت . ورغم الخلاف حول صحة وجود هذه الشخصية الطريفة ، و العصر الذي عاش فيه جحا ، ووصف جحا بالذكاء تارة ، وبالغباء تارة أخرى ، إلا أن حكايات هذه الشخصية رسمت الابتسامة على وجوه الكثيرين عبر عقود طويلة من الزمن . ولست هنا بصدد سرد نوادر جحا ، بل بذكر ما أضحك زميلي عند زيارته لقبر – أو ما قيل أنه قبر – جحا ، فقد أقيمت أمام القبر بوابة حديدية ضخمة ، وأحكم إغلاقها قفل معدني كبير ، لكن الجهات الأخرى من القبر لا يحيطها سور أو سياج أو أي شيء آخر ، إذ تطل على ما حولها دون ساتر أو حماية !! وهذا ما أضحك زميلي ، والذي أضاف : يزور القبر العرسان قبل الزفاف ، فيضحكون ، ويترحمون على صاحبه ، لتكون أيامهم القادمة سعادة وسرور ، فقد أضحك جحا الناس حيا ، ويضحكهم ميتا.أتذكر حكاية قبر جحا عندما أرى الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها دول العالم الثالث والرابع من تضييق الخناق على مواطنيها من " جهة " في شتى المجالات الإعلامية والاقتصادية ، وتمنعهم من ممارسة أنشطة معينة بحجة حمايتهم تارة ، وبحجة حماية أمن الوطن الغالي وسلامته ، وفي الوقت ذاته تسمح لغير المواطنين من " جهات " أخرى بممارسة القول والفعل الإعلامي والاقتصادي وغير ذلك ، فترى هذا الغير يصول ويجول في جميع أنحاء الوطن دون رقيب أو حسيب تحت مظلة مسميات تحمل مسوغات مختلفة الأشكال والألوان ، وبذريعة الانفتاح والحرية وسمعة الوطن أمام الآخرين . كما تمنع وسائل إعلامها من التطرق إلى مواضيع معينة ، وتحجب عنهم الحقيقة لأسباب واهية ، في حين تملأ القنوات الفضائية الفضاء برمته دون مانع أو ساتر ، لتبث الغث والسمين ، والحقائق والأضاليل .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة