في مجال المشتريات، عادة لا أعرف الخمسة من الطمسة ولا اعرف الأسعار ولا اساعر على أي شيء أصلا، لكني لم أستطع الا أن الحظ انخفاضا في أسعار الدجاج ومشتقاته، سيما وأني اشتري كبدة الدجاج يوميا لإطعامي أنا وقططي.
انتهزت فرصة انخفاض الأسعار ونزلت (دح) في الدجاج وسوف أبقى كذلك، وربما كانت أسعار الدجاج في النتافات بين مادبا وعمان (الطريق الشرقي) هي الأرخص في الأردن لأسباب لا اعلمها طبعا.
حاليا، انا ازدرد الدجاج مشويا ومسلوقا .... مطهوا ومحشوا .. حتى أني صرت أخشى ان اصحو صباحا لأكتشف أني قد بدأت أكاكي ...وربما اصير مثل الجاجة (القرقة)، وربما يتحول نشيدي الصباحي الى:
جاجاتنا وجاجاتكو برعن سوا
الله يديم أبو نيروز
ذبّاح الجاجة العتقية
نرجع لموضوعنا:
كانت امي تربي الدجاج في الحوش .... وفي فترة ما كانت جميع دجاجاتها -حتى الديوك- تشرع بالقرق، والقرق هو صوت خاص بالدجاجة التي تسعى الى ان ترقد على البيض لغايات التفقيس... طبعا!!.
ولما لم تكن امي تملك مخزونا استراتيجيا من البيض الصالح للتناسل، فقد كانت تختار دجاجة او دجاجتين لترقدا على البيض المتوفر، اما الدجاجات (القرقّات) الباقية فكانت تحملها وتغمسها في برميل الماء العملاق .... فتبرد الدجاجة (حسب تعبير امي) وتتوقف عن القرق، حتى العام المقبل إن اطال سكين امي في عمرها.
ربما نحتاج الى خبرة الوالدة لتسكين وتبريد الازمات التي نعاني منها، والصرعات التي تفتك بنا والتي تنهكنا بمشاكلها وتفريعاتها.
وقد نحاول بذات الطريقة تبريد اسعار المشتقات البترولية وتبريد ارتفاع وغلو جدول غلاء المعيشة الذي يتنطنط مثل الدجاجة المفلوزة.
إذا اعجبتكم طريقة ماما في تبريد الأزمات، اصنعوا براميل عملاقة وضعوها على مدخل كل محافظة.
وتلولحي يا دالية
الدستور