المستقلة للانتخاب وضمانات النزاهة
محمد الطراونة
24-08-2020 12:44 AM
يبدو أن الهيئة المستقلة للانتخاب، انخرطت مبكرا في التحضير لاجراء الانتخابات النيابية، إذا أنه وفور صدور الأمر الملكي في الدعوة لاجراء الانتخابات، وبعد ساعات قليلة حدد مجلس مفوضي الهيئة يوم الاقتراع في العاشر من شهر تشرين الثاني المقبل منفذا المرحلة الثانية من مراحل العملية الانتخابية.
وتتوالى خطوات الاستعداد لاجراء الانتخابات حيث زودت دائرة الاحوال المدنية الهيئة المستقلة بجداول الناخبين، التي أعدت تلقائيا، وبطريقة إلكترونية حديثة ودقيقة تشكل نقله نوعية في أعداد الجداول، توفر على الناخبين الوقت والجهد وتوقف حركة ترحيل دفاتر الأحوال التي كنا نعاني منها سابقا بين الدوائر الانتخابية، وتحد من التدخل البشري في إعدادها وتنقيحها، وبهذا ندخل مراحل متقدمة من الإعداد والاستعداد وصولا إلى يوم الاقتراع.
ومعلوم أن نزاهة الانتخابات لا تتوقف فقط على يوم الاقتراع، إنما هي عملية تراكمية متكاملة تدخل في كل مرحلة من مراحلها، أهم الضمانات وكل اجراء منها خاضع للطعن أمام لجان مختصة وأمام المحاكم إذ لا مصلحة للهيئة إلا أن تعمل على ضمان النزاهة وليس أمامها إلا إعادة الانسجام والثقه بين الناخبين وصندوق الاقتراع، وصولا إلى مشاركة شعبية أوسع في الانتخابات وإفراز الأفضل والاكفا.
هذا ومن عوامل زيادة الثقة بالهيئة ودورها أنها مستقلة دستوريا لا سلطان عليها إلا للقانون، كما أن خلفية رئيسها الفكرية والسياسية والادارية والخبرة تدعو إلى الاطمئنان والثقة، ولها مجلس مفوضين يتمتع بكفاءه عالية، ومسيرة وظيفية وشخصية مقدرة ومحترمة، وفيها ناطق إعلامي يستوعب كل حرف يقوله، ويعي تماما كافة دهاليز العملية الانتخابية مما يساعد على إيصال الرسالة بشكل أفضل إلى جمهور المواطنين.
وفيها كفاءات مدربة ومؤهلة اكتسبت الخبرة من خلال الممارسة، والدولة الاردنية وبتوجيهات ملكية سامية حريصه على اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لاجراء الانتخابات بكل يسر وسهولة ودقة وحيادية وهنا ياتي تدخل الحكومة وشراكتها مع الهيئة، وعملها على تقديم الدعم والإسناد اللوجستي إلى الهيئة حيث تقوم بتوفير كافة المتطلبات للقيام بهذه المهمة،.
هنا أيضا جاءت موافقة رئيس الوزراء وبسرعة متناهية على توفير الأعداد اللازمة من موظفي الحكومة وامكانياتها ووضعها تحت تصرف الهيئة، حيث وافق على ان انتداب أعداد كبيرة من الموظفين لهذه الغاية، تعمل الهيئة على تدريبهم وتأهيلهم، كما أن الحكومة بالشراكة مع الهيئة تتولى ايضا القيام ببرامج التوعية الإعلامية الموسعة لتشجيع المواطنين على المشاركة للوصول إلى أوسع تمثيل شعبي ممكن لإفراز اعضاء المجلس النيابي التاسع عشر، ولأن الانتخابات تجرى فى ظل تعرض الأردن لجائحة كورونا.
فقد اتخذت الهيئة كافة الترتيبات اللازمة لتوفير وسائل السلامة والوقاية واتباع تعليمات لجنة الاوبئة، والمتمثلة بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والتعقيم والتطهير، وكذلك لن يكون هناك تماس مباشر مع المقترعين والحبر السري سيكون عن طريق الرش، وكذلك التعامل سيكون غير مباشر مع الوثيقة الشخصية وسيتم التأكد منها إلكترونيا، إذن ضمانات واجراءات فاعله لتوفير أقصى درجات النزاهة والحيادية والشفافية في انتخابات، تأتي في ظروف صعبة وتحمل رسائل امنية وسياسية مهمة، وتدل على قوة ومكانة الدولة الأردنية، وقدرتها على التعامل مع كافه التحديات المحيطة، وتجاوزها بهمة القائد، وبوعي ابناء شعبها الطيب، وتبقي الكرة في مرمى المواطن لإنجاح هذه الانتخابات..
الرأي