عمون - اكتشافكِ أن شعرك بدأ في التساقط أو في أن يصبح خفيفاً قد يثير القلق والتوتر، لكنك لا تعانين من هذه المشكلة وحدك. فالمشاهير، مثل الممثلة الأمريكية جادا بينكيت سميث وعارضة الأزياء البريطانية نعومي كامبل، يتحدثن أيضاً عن مرورهن بتجارب مماثلة، وهناك أمور تُسبب تساقط الشعر قد تغفلينها.
في هذا الموضوع، تتحدث مجلة المرأة الأمريكيةُ Harper's Bazaar مع عدد من الخبراء؛ لمساعدتك في تحديد المشكلات الرئيسية التي قد تكون السبب وراء تساقط شعرك، واكتشاف أفضل الطرق لتجنب هذه المشكلة والتصدي لها.
8 أمور تسبب تساقط الشعر
1- شدُّ الشعر وعادات التصفيف
تساقط الشعر الناتج عن الشد والضغط المتكرر أو الإجهاد الذي تتعرض له بصيلات الشعر، والذي يُضعف قدرتها على إنتاج خصلات شعر طويلة وقوية وصحية والحفاظ عليها، يسمى "ثعلبة الشد". وعادات تصفيف الشعر هي السبب الأكبر وراء هذه الحالة، حيث إن ذيل الحصان، والضفائر، ومشابك الشعر والأربطة المطاطية التي تشد الشعر بقوة هي أكبر الجناة. وكلما زاد سوء التعامل مع بصيلات الشعر، زادت احتمالية تقلُّصها وإبطاء نموها ومنع تدفق الدم والمواد المغذية إليها وإلى جذع الشعر. والنتيجة هي شعر خفيف أو فراغات في الشعر.
وتقول استشارية الشعر نيكولا سمارت، إن النساء من أصل إفريقي أكثر عرضة من غيرهن لخطر الإصابة بهذه المشكلة، لأنهن "يملن إلى إبراز جمالهن والاحتفال به بأشكال وطرق معقدة. ونظراً إلى هشاشة أنواع الشعر الإفريقي، فقد يؤدي هذا النوع من التصفيف إلى تساقطه".
الحل: تعرَّفي أكثر على شعرك
تقول نيكولا: "تعلَّمي المزيد عن شعرك؛ حتى تكوِّني صورة أفضل عن إمكاناته وحدوده". وأضافت: "يجب أن تتعرفي جيداً على بعض الخصال الفيزيائية عن شعرك مثل الكثافة (عدد الشعرات أو البصيلات التي لديك) والقُطر (سمك الشعرة). وكذلك تعرفين المزيد عن كيفية استجابته مثل مدى المسامية والمرونة. بمعرفة المزيد عن شعرك، يمكنك أن تعرفي الأشياء التي يفضل تجنبها".
هذا سيجعلك تتعاملين مع شعرك بوعي أكبر، ما يعني أنه عندما يُربط ذيل حصان، تفكينه مرة أخيرة؛ لتتأكدي من أنه ليس مشدوداً أكثر من اللازم، وتجنبي التصفيفات المعقدة عندما تكونين في عجلة من أمرك.
وتابعت نيكولا: "تأكَّدي من أن الضفائر والزيادات المركبة ليست مشدودة، وإلا فاخلعيها بلا تردد. قاوِمي الرغبة المُلحة في "تنميق" الشعر وجعله مشدوداً ثم في النهاية، غيِّري التصفيفة. أحد أهم أسباب ثعلبة الشد هو الشد المتكرر، لذلك حاولي تجنب هذا بتنويع التصفيفات.
2-الأدوات التي تبعث الحرارة
الإفراط في استخدام أدوات التصفيف، مثل مجفف الشعر، وعصا تجعيد الشعر، وأجهزة فرد الشعر، يمكن لكل هذا أن يتسبب في جفاف شعرك، وتكسيره، ويجعله أكثر عرضة للتساقط، خاصة إذا كنتِ تستخدمينها كل يوم.
وهذا لأنه إذا عرّضنا الشعر للكثير من الحرارة الشديدة، فإنه يُضعف ساق الشعرة. ويمكن أيضاً للشعر الجاف المجعد الذي سبَّبته الحرارة أن يُصعِّب من عملية التصفيف، لكنَّ تخطِّي هذا العرض الجانبي، مثلما يفعل معظمنا باستخدام المزيد من الأجهزة الحرارية أكثر فأكثر، سيفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
الحل: تقليل الحرارة
يقول مصفف الشعر نيل مودي: "أوصي جميع من يستخدمون أجهزة الحرارة التي بها مقياس حرارة أن يقللوا درجة الحرارة". وأضاف: "سيقلل هذا من إجهاد ساق الشعر".
كما يمكن تقليل الضرر أيضاً إذا تجنبنا المرور على المنطقة نفسها من الشعر بجهازين للفرد بالحرارة أو مكواة تجعيد. يمكنك أيضاً مضاعفة الحماية باستخدام رذاذ واقٍ من الحرارة ومنشفة لتجفيف شعرك بلطف ولكن بشكل جيد قبل استخدام الأجهزة الحرارية؛ لتقليل وقت الاستخدام.
3- الإفراط في الصبغ
يمكن للإفراط في صبغ الشعر، خاصة إذا كنتِ تستخدمين مبيِّضاً، أن يسبب ساقط الشعر. يشرح مودي قائلاً: "عند الإفراط في استخدام المواد الكيميائية فإن الشعر يتقطع ويتكسر، بسبب الضرر الناتج عن استخدام المواد الكيميائية مدة طويلة. يتسبب هذا في فقدان الشعر لمرونته تماماً".
عادة ما يجف الشعر الذي يتعرض للصبغ كثيراً ويصبح أشبه بالقش، ويظهر في شكل طبقات متقطعة وغير متساوية، ما يقلل حجم وكثافة الشعر، بسبب الخصل المتقطعة، وهو ما يزيد من وضوح خفة الشعر.
الحل: خذي استراحة
إذا كنتِ تصبغين وتصففين شعرك كثيراً، جرِّبي أن تأخذي استراحة من هذه العادات لمدة شهر مثلاً، لتعرفي ما إذا كانت هذه العادات سبباً رئيسياً في تساقط الشعر.
يمكن أن تكون أساليب الصبغ الأخرى مثل الصبغات شبه الدائمة وصبغ بعض الخصلات فقط من الشعر أو تدريج الصبغة، أقل قسوة على الشعر، لذلك عليكِ استشارة متخصص في الشعر قبل خطوتك القادمة لصبغ شعرك باللون الجديد لتتعرفي على الخيارات المتاحة.
4- التمشيط العنيف
تمشيط الشعر بعناية ينشط فروة الرأس، ما يعزز نمو الشعر، لذا من المهم ألا نتجاهل هذه الخطوة من روتين العناية بالشعر. ولكن، يجب أن تتلطفي بشعرك.
إذا كنتِ تعتمدين أسلوب الحشر والشد مع شعرك، أو تسمعين أصوات تمزيق مع التمشيط، فعلى الأغلب تضعين الكثير من الضغط على الشعر أو تمشطين بأسلوب خاطئ، ما سيتسبب في تكسُّر الشعر وعدم نموه. والأمر يسري أيضاً عليكِ إذا كنتِ تمشطين شعرك فور الانتهاء من الاستحمام، لأن الشعر يكون في أضعف حالاته وهو مبلل.
الحل: استخدمي الأدوات الصحيحة
تقول خبيرة الشعر أنابيل كينغسلي: "ابحثي عن فرشاة ذات نهايات دائرية، وأسنان بلاستيكية، وقاعدة مسامية تمتص الصدمات".سيساعد هذا في فك تشابك شعرك ويمنحك القدرة على تمشيط شعرك دون الحاجة لبذل المزيد من القوة.
ابدأي التمشيط من النهايات، واستخدمي يديك للإمساك بشعرك وأنتِ تفعلين هذا لتجنب الشد العنيف، ثم حركي الشعر ببطء إلى الأعلى. إذا كنتِ تعانين، فاستخدمي رذاذ فك التشابك (وأعيدي النظر في مسألة ما إذا كنتِ بحاجة لاستخدام المزيد من ملطف الشعر في أثناء الاستحمام)، واستخدمي مشطاً واسع المسافات لتقليل التكسير.
يمكن أن يكون هذا الأسلوب مفيداً لأصحاب الشعر المجعد الذين عادة ما يتناثر شعرهم عندما يزيدون التمشيط، لأن هذا الأسلوب يمكِّنكِ من فك العقد والتشابكات في شعرك دون الحاجة للتعديل في تصفيفتك.
5- تغير الفصول
يقول مودي: "يمكن للصيف أو الشتاء كليهما أن يتسبب في الكثير من التلف لشعرك". وأضاف: "ومعظم المشاكل تكون لها علاقة بالترطيب. يمكن للشمس والماء الإضرار بالشعر، مما يؤدي إلى أن يصبح لون الشعر باهتاً، وتقصُّف الأطراف، وتكسُّرها، ويصبح ملمسها جافاً. وكذلك النزول والخروج من وإلى المسبح المليء بالكلور سيجردان شعرك من لونه ومن العلاجات التي تستخدمينها، وسوف يتسبب هذا في أن يصبح الشعر باهتاً وجافاً".
وتابع مودي: "اكتشف البحث العلمي أيضاً أن فقدان الشعر يمكن أن يكون موسمياً بالنسبة لبعض الناس". وأضاف: "يمكن لنحو 10% من شعر الشخص أن يدخل في حالة من التراخي تُعرف باسم تساقط الشعر الكربي. من الواضح أن النساء تشهد معدلات أعلى قليلاً من هذه الحالة في أثناء شهر يوليو/تموز، التي بدورها تظهر آثارها في منتصف تشرين الأول أو تشرين الثاني".
الحل: قصِّي شعرك قبل الإجازة
يوصي مودي قائلاً: "من الأفضل دائماً قص الشعر قبل الصيف". وأضاف: "ستزيد الشمس من تلف الشعر الجاف بالفعل، لذلك أزيلي هذه النهايات الميتة. رشِّي على شعرك بعض الماء قبل النزول إلى المسبح أو البحر أيضاً، لأن ذلك يضيف طبقة حماية إضافية. وهذا يعني أن شعرك لن يمتص على الأغلب 100% من المياه المخلوطة بالكلور عندما تنزلين إلى المسبح".
قص الشعر بانتظام سيحافظ على صحة الشعر في العموم، وكلما تركتيه وقتاً أطول بين القَصَّة والأخرى، زادت احتمالية تقصُّفه وتكسُّره، خاصة في النهايات".
6- الثعلبة
الثعلبة الندبية النابذة المركزية نوع آخر من تساقط الشعر، يظهر عادة في نمط دائري تدريجي من الشعر الخفيف في قمة الرأس.
على الأغلب هناك عامل وراثي لهذا، لكن الاستعداد لحدوث هذا الأمر يزداد بالاستخدام المتكرر لأدوات التمشيط الساخنة، والمواد الكيميائية لفرد الشعر، والشد القوي الناتج من الضفائر والزيادات. يمكن للثعلبة الندبية النابذة المركزية أن تؤدي إلى فقدان دائم للشعر، بسبب الندبات التي تتركها في بصيلات الشعر، لذلك، لا بد من علاجها والتقليل من التصفيف بسرعة فور اكتشاف الأمر.
الحل: غيِّري تصفيفة شعرك
إذا كنتِ تعانين من الشعر الخفيف جداً والمتطاير، فإن تصفيفة الشعر يمكنها التقليل من هذا المظهر. يقول مودي: "في العموم، إذا كان لديك شعر خفيف، فلا تجعليه يطول". وأضاف: "فكلما زاد طوله، أصبح أضعف وبالتالي سيبدو أكثر هشاشة وتعرُّجاً، وغير صحي. بدلاً من ذلك، ركِّزي على إنشاء طبقات في قصّات الشعر القصير، لتحصلي على طولٍ أكبر. ولكني لا أنصح بالطبقات القصيرة جداً، لأنها قد تُبرز خفة الشعر".
الأقل هو الأكثر في الشعر الخفيف أيضاً. ربما تعتقدين أن استخدام الكثير من منتجات زيادة كثافة الشعر سيساعدك، لكنها في الحقيقة تكشف مدى خفة شعرك عندما تجعله مرفوعاً. وبدلاً من ذلك، قللي من التصفيف لأقل قدر ممكن، وركِّزي على إضافة مرطب لنظامك؛ للحفاظ على مرونة كل شعرة.
7- عوامل مرتبطة بنمط المعيشة
يمكن للتوتر التأثير على كل جوانب سلامتك العقلية والجسدية تقريباً، والشعر ليس باستثناء. تزيد الظروف الموترة من مستويات الكورتيزول، المعروف باسم هرمون التوتر، في جسدك، والذي يفعّل حالة القتال أو الهرب لديك.
وهذا بدوره "يؤثر سلباً على دورة نمو الشعر" على حد تعبير كينغسلي، عن طريق توجيه موارد الجسم إلى أماكن أخرى مثل العضلات والمخ، وأضافت أنه "يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية، ويسبب اضطرابات في الهرمونات، ويؤثر على صحة فروة الرأس".
قد تكون الخصلات الخفيفة علامة على نقص فيتامين د وفيتامين ب 12 أو قلة البروتين في نظامك الغذائي أيضاً. ونقص البروتين على وجه الخصوص جدير بالاهتمام، لأن بروتين الكيراتين هو المسؤول عن قوة وبناء الشعرة، ولهذا قد يجد النباتيون أن شعرهم أصبح أقل حجماً ولمعاناً بعد التحول في نظامهم الغذائي إن لم يكونوا حريصين.
الحل: استخدمي المكملات
إلى جانب التعرف على فترات التوتر في حياتك، عليكِ تغيير نظامك الغذائي؛ لضمان أن به قدراً كافياً من البروتين والحديد، لأن هذا يساعدك على تحسين صحتك وشعرك، ويمكنك أيضاً أن تضيفي لوجباتك بعض زيوت أوميغا-3 الموجود في الأسماك الدهنية مثل السلمون والحبوب مثل الشيا وبذور الكتان. يُفضل التركيز على الحصول على هذه العناصر من الطعام أولاً، لكن المكملات يمكنها المساعدة أيضاً.
يقول مودي: "ألاحظ دائماً أن نمو شعر النساء يصبح أكثر صحية بعد تناول هذه المكملات". وأضاف: "بالإضافة إلى زيادة طفيفة في سرعة نمو الشعر، وقلة في التساقط. مكنت هذه المكملات زبائني من تطويل شعرهن إلى أطوال لم يكنّ قادرات على الوصول لها".
8-الحمل وانقطاع الطمث
التغيرات الهرمونية التي يسببها الحمل لا تؤثر فقط على البشرة، لكن لها تأثير أيضاً على شعرك. عندما تحملين، ينعكس التوهج البادي في بشرتك في مدى لمعان وكثافة شعرك. لكن لسوء الحظ قد تشعرين بعد الولادة بأنه يتساقط بمعدل غير مسبوق.
يمكن لانقطاع الطمث التأثير على شعرك بطريقة مشابهة. يشرح مودي: "مع التقدم في العمر، يمر الجميع تقريباً بشيء من تساقط الشعر، لأن معدل نمو الشعر يصبح أبطأ". وأضاف: "تصبح جدائل الشعر أصغر، وتقل الصبغة بها، وتتوقف الكثير من بصيلات الشعر عن إنتاج شعر جديد. لذا، يصبح الشعر الكثيف الخشن الخاص بالشباب في النهاية خفيفاً، وناعماً، وشاحب اللون". تزداد سرعة هذه العملية بالاقتراب من سن اليأس لدى النساء، بينما يترتب على انخفاض الهرمونات الأنثوية خاصةً الإستروجين المهم لتعزيز نمو الشعر، وكذلك ارتفاع التستوستيرون، خفة الشعر وعدم تجدده.
الحل: لا داعي للفزع
من المهم إدراك أن هذه العملية المزعومة للنمو اولتساقط مسألة خادعة جزئياً. فهرموناتك التي ترتفع وقت الحمل، تؤثر على دورة نمو الشعر، وتؤخر التساقط خلال هذه العملية. وهذا يعني تراكم كمية الشعر التي كان من المفترض سقوطها يومياً، ما يؤدي إلى زيادة ظاهرية في كثافة الشعر. وعندما تعود الهرمونات إلى الطبيعية، تبدأ من البداية دورة فقدان الشعر، ما يجعلك تمرين بما يبدو كأنه فقدان كبير للشعر، لكن في الحقيقة هو تراكم هذه الشهور التسعة الماضية.
حتى عندما يكون تساقط الشعر أدوم، وهو ما يحدث في حالة التقدم بالسن وانقطاع الطمث، على الأغلب فإن فترات تساقط الشعر السريعة ستهدأ ويمكن التعامل معها، مثلما يحدث مع الأعراض الأخرى لهذه العملية.
لكنه قد يكون مرضاً أو حالة طبية
تمثل العوامل الوراثية 80% من أسباب تساقط الشعر، لذلك يجدر بك الحديث مع والديك لتعرفي ما إذا كان تساقط الشعر شائعاً في العائلة، على سبيل المثال التعرف على نمط تساقط الشعر لدى الذكور والنساء. لكن في بعض الحالات، يكون تساقط الشعر عرَضاً لحالة طبية، مثل داء الثعلبة (الفقدان الرقعي للشعر) الذي يسببه خلل في المناعة. ومن المهم معرفة أن هذا المرض مختلف عن ثعلبة الشد الموضحة بالأعلى.
الحل: تحدثي إلى طبيب
يستحق الأمر استشارة طبيبك ليرشدك، إذا كنت تعانين لتحديد سبب خفة الشعر، أو إذا كانت مشكلة تساقط الشعر تتفاقم. بهذه الطريقة لن تتمكني فقط من مناقشة أمور صحتك العامة والتعرف على مستويات التوتر والهرمونات لديك، بل يمكنك أيضاً تلقي النصيحة من خبير بشأن ما إذا كان هناك سبب أخطر لما يحدث.