ليسوا اردنيين ولا فلسطينيينحلمي الأسمر
07-06-2007 03:00 AM
حديث الوحدة بين الضفتين، والكونفرالية، والفدرالية، من أكثر الأحاديث إثارة للقرف، ولا يتحدث بها -بحرارة واهتمام- إلا اليهود، ترحيلا لمشكلاتهم، لا بحثا عن حل لمشكل عربي، المؤسف في الموضوع أن بعض من يطرحونه يحملون الجانب الغربي ما لا يحتمل، باعتبار أن لعابه يسيل لمثل هذا الحل، الذي يعرف أنه حالة "وحدة" قسرية ترقى إلى مستوى الضم، بين دولة قائمة وشعب أو بقايا شعب ولكن دون أرض، وهذا تصور لعين لا يرغب به أحد لا هنا ولا هناك، من بني الأردن أو فلسطين، وبالتالي فإن أي سهام نقد يجب أن توجه لأصحاب الطرح من الليكوديين اليهود ومشايعيهم من الأمريكان، لا أن يتم تصوير الأمر وكأنه مطالبة فلسطينية!لا كونفدرالية ولا عفاريت زرقاء يمكن أن تختزل المطلب الأردني الفلسطيني الملح والأبدي بإقامة الدولة الفسطينية المستقلة، وحين سألت مدير مكتب الملك عبد الله الثاني الدكتور باسم عوض الله خلال زيارته لصحيفة "الدستور" عن هذا الموضوع، انتفض بغضب وأعاد تكرار ما قاله الملك عبدالله الثاني عشرات المرات: لا بديل عن الدولة الفلسطينية المستقلة، لمليون سبب، من أهمها أن قيام هذه الدولة مصلحة وطنية أردنية بقدر ما هي حاجة وحق فلسطيني، ولهذا كله لا ندري لم يتم طرح المسألة وكأنها إحدى مطالب أهل فلسطين، وهم صرفوا مائة عام من تاريخهم سعيا وراء الاستقلال والدولة، هذه ناحية، أما الناحية الأهم، فهي متعلقة بنحو عشرة ملايين بني آدم منبثين في الشتات والوطن المحتل، من حقهم أن يجتمعوا في بلدهم وعلى تراب أرضهم، فيما ينحصر حديث الكونفدرالية عن أقل من مليوني نسمة يقيمون في الضفة الغربية، وفي هذا اختزال مخل ومضل بتاريخ شعب ونضالاته وشهدائه، كما هو تنكر لأرواح مئات بل آلاف الشهداء الأردنيين والمصريين والعراقيين الذين شربت أرض فلسطين من دمائهم، ليس من أجل كونفدرالية مبتسرة، بل من أجل تحرير ما احتل من فلسطين!
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة