فـهـد الـخيـطان
نعود اليوم الى دوامة الحياة من جديد, كانت عطلة طويلة بلا شك لكنها شهدت احداثا وتطورات لم يكن احد يتوقعها بهذا الزخم.
نهاية الاسبوع قبل الماضي تعرضت البلاد وتحديدا مناطق الجنوب لعاصفة ثلجية غير مسبوقة كادت ان تتحول الى مأساة بعدما اكتشفنا ان محافظات الجنوب خارج حسابات الحكومة التي بدت عاجزة تماما امام العاصفة الثلجية.
وكان سؤال العيد كيف ستواجه حكومة بهذه القدرات المتواضعة ازمات اخرى?
لم يتأخر الجواب كثيرا فبعد ايام كنا في مواجهة حدث آخر بل ازمة اخرى هي تصفية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على يد مليشيات عراقية, هاجت المنطقة وماجت وكان, رد فعلنا الرسمي بياناً من اربعة اسطر يصلح للنشر قبل اعدام صدام بأشهر او بعد إعدامه بأشهر ايضا.
توارت الحكومة خلف عطلة العيد عن مواجهة الانتقادات على ادارتها للعاصفة الثلجية وموقفها من اعدام صدام وتحولت الى ما يشبه التنظيمات السرية في عملها, بيانات صحافية وتصريحات هاتفية ولو طالت الاجازة اكثر لخرج علينا بعض المسؤولين الحكوميين عبر رسائل متلفزة كالتي يوجهها قادة التنظيمات السرية. التزمت الحكومة بتقاليد العطلة كما لم تلتزم بشيء آخر من قبل, فكل ما جرى لم يؤثر على برامج الاجازة للسادة المسؤولين.
غابت الصحف ثلاثة ايام ووسط الاحداث المتلاحقة افتقدها الناس ولم تنجح محاولات »العرب اليوم« لكسر الاحتجاب بسبب ظروف فنية خارجة عن ارادة ادارات الصحف الزميلة, لكنها عادت في منتصف الاسبوع لتلاحق الاحداث عسى ان تعوض فترة الغياب.
كان الاعلام الرسمي »التلفزيون الاردني« الوسيلة الاعلامية المحلية الوحيدة العاملة, نجحت في كشف المستور من تقصير وعدم مسؤولية فيما يخص العاصفة الثلجية, لكنها غابت تقريبا عن متابعة تداعيات اعدام صدام حسين لاعتبارات تخص موقف الحكومة لم يستطع التلفزيون مواجهتها.
على الصعيد الاعلامي شهدت بداية عطلة العيد حدثا سارا للزملاء في وكالة عمون الاعلامية الالكترونية ولنا وهو عودة الموقع المثير للعمل بعد احتجاب اجباري لايام, الموقع الذي تعرض للتعطيل من قبل »مجهولين« معروفين عاد للعمل من جديد بعد المحنة وهو اكثر حيوية ونضجا مستفيدا من دروس التجربة الصعبة.
مجلس النواب الذي انشغلت لجنته المالية في مناقشة مشروع الموازنة يلتئم غدا في جلسة نتمنى ان يكتمل نصابها وكما فهمنا من بعض السادة النواب الغاضبين من اداء الحكومة في الجنوب وموقفها من قضية اعدام صدام حسين فان الجلسة ستشهد نقاشا ساخنا للامرين وهناك اصرار على اصدار بيان باسم مجلس النواب يدين حادث »تصفية« صدام حسين. ولدى نواب الجنوب تحديدا كلام كثير يودون قوله في امر العاصفة الثلجية.
انتهت العطلة الطويلة والدامية, وها نحن من جديد في مواجهة استحقاقات مؤجلة واخرى قادمة, تستدعي اداء مختلفا من الجميع, وعودة الى العمل العلني من طرف الحكومة.