في كثير من الأحيان تلتبس الفروقات بين مهارات الصحافي ومهارات العازف الموسيقي, فالمعروف أن عازف الموسيقى الماهر يتقن الانتقال السريع من لحن إلى آخر بسهولة ومرونة عاليتين وذلك بحسب الايعازات والحركات القادمة من أيدي المايسترو قائد الفرقة الموسيقية أو حسب النوتة التي صممتها أيدي مؤلف اللحن أو بحسب مهارة العازف الخاصة في العزف الحر. وفي السياق نفسه يتعين على كثير من الكتاب والصحافيين أن يتقنوا الانتقال من "معزوفة صحافية" إلى أخرى, ومن "لحن صحافي" قد يكون مرحاً وفرحاً إلى لحن آخر قد يكون جنائزياً حزيناً. يعزز ذلك أن الطبل والزامور والدف من أكثر الأدوات شيوعاً في المعزوفات الصحافية وليس فقط المعزوفات الموسيقية.

غير أن مجريات الأمور في المعزوفة الموسيقية تختلف عنها في المعزوفة الصحافية, ففي "الموسيقية" يعتبر انسجام العازف مع باقي الفرقة وسرعة استجابته لحركات أيدي المايسترو دليلاً على الإبداع والمهارة والحس الموسيقي العالي, بينما في المعزوفة الصحافية فإن الانسجام مع "الجوقة" سوف يعتبر عملاً يخلو من الإبداع.

إن سبب ذلك الاختلاف الجوهري والدقيق يعود إلى أن مسألة شمول "الطبالين" و"المزمرين" ضمن تعريف العازفين الموسيقيين الحقيقيين تعتبر من المسائل التي لا تزال خاضعة للنقاش في الأوساط الفنية.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم