لا لاستخدام المياه كسلاح في الحسكة السورية لترهيب مواطنيها
د. حازم الناصر
23-08-2020 01:37 AM
ما يجري بمدينة الحسكة السورية من الخطورة بمكان وسابقة لا تحمد عقباها والتي قد تؤسس لتوترات وعداوات بين الشعوب لعقود قادمة، إذ انه لا يجوز باي شكل من الاشكال استخدام المياه كسلاح ضد الشعوب التي تعاني الجوع والفقر والقهر، وعلى الدول التي تدعي القوة والعظمة ومعها الأمم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الإنسانية التحرك بشكل سريع لان مثل هذه الأفعال المشينة والعنصرية تخالف كافة المواثيق الدولية وعلى راسها المادة (٢٥) من الإعلان العالمي لحقوق الانسان.
ما يجري في مدينة الحسكة وضواحيها والتي يقطنها أكثر من مليون مواطن سوري من مختلف الطوائف، ما هو الا عمل إرهابي بكافة المقاييس والمواثيق التي تُعرف العمل الإرهابي.
وبغض النظر عن الجهة المسؤولة عن هذا العمل غير الإنساني، حيث يتحدث البعض بان الجانب التركي قد خفض منسوب المياه من مناطق درع الفرات التي يسيطر عليها وتغذي محطة علوك التي تعطلت بسبب انخفاض مستوى المياه في احد سدود الحسكة التي تغذي توربينات الكهرباء لمحطة العلوك، وذلك لإضعاف الإدارة المحلية التركية التي تسيطر على أجزاء من الحسكة السورية.
في حين يقول البعض ان قوات "قسد" تشير بأصابع الاتهام نحو الفصائل المدعومة من تركيا المسيطرة على محطة المياه والتي تتعمد قطع المياه، كل ذلك في ظل صرخات من الهلال الأحمر السوري بمنعه من وصول محطة الضخ لإصلاحها.
ما يعيشه أهالي منطقة الحسكة من معاناة في ظل أجواء حارة وانتشار جائحة كورونا وفقر وجوع وتهميش، ما هو الا وضع مأساوي يتطلب منا جميعا الوقوف مع هؤلاء المواطنين وبغض النظر عن المواقف السياسية للدول والتحالفات التي أصبحت تجر المنطقة برمتها الى الهاوية من اليمن الى العراق ولبنان وسوريا وفلسطين وليبيا.
وهذه مناسبة لتذكير الدول والمنظمات الدولية التي تحث على استخدام المياه كأداة لبناء الثقة والسلم بين الدول والشعوب، لنقول لهم أنقذوا اهل الحسكة وكفانا تنظير، وتحركوا ضد جريمة الحرب التي نشاهدها الان في الشمال الشرقي من سوريا.