facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نوبات الهلع


رانيا اسماعيل
22-08-2020 08:08 PM

تعتبر نوبات الهلع أحد الاضطرابات النفسية التي يعانى منها الكثير ، خصوصا في هذا الوقت الصعب وما نمر به من تغيرات سريعة ومفاجئة خاصة مع انتشار مرض فيروس الكورونا ، وما خلفه ويخلفه وسيخلفه من توترات نفسية وعصبية، وصلت لحد الانتحار عند البعض.

نوبة الهلع عبارة عن نوبة مفاجئة من الخوف الشديد دون وجود خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف. وهي تختلف عن الفوبيا المحددة وأنواعها . وعند حدوث نوبة الهلع، قد نعتقد أننا نفقد السيطرة ، حيث تَبدأ نوبات الهلع عادة فجأة، دون سابق إنذار.و يمكن حدوثها في أي وقت: بالليل أو النهار ، بالمكتب أو البيت . بالسيارة أو الطائره ،وتأتي على شكل حلقات من القلق الشديد ، وقد تستمر دقائق ، وقد تمتد لساعات . و أعراضها متنوعة وكثيرة وحادة مثل : الشعور بالخطر ، الخوف من فقدان السيطرة ، الخوف من الموت ، التعرق، الصداع، الدوخة ، دوار أو إغماء، خدر أو إحساس بالوخز، الشعور بالانفصال عن الواقع ، ارتعاش بالجسم ، ضيق في التنفس، قشعريره، غثيان، تقلص في البطن، ألم في الصدر، ضيق في الحلق. تقلصات في الأمعاء والمعدة و حالات من الإسهال المفاجئ، خفقان سريع بالقلب ، لذا يسعى الكثير من مرضى نوبات الهلع إلى أطباء متخصصين في مجال أمراض القلب، وذلك نتيجة للتشابه بالأعراض بين نوبات الهلع والجلطات القلبية.

إن نوبات الهلع لا تميز بين صغير وكبير ولا بين ذكر أو أنثى، ولا غني أو فقير . لكن وبحسب الدراسات فإن ا لنساء أكثر عرضة من الرجال لنوبات الهلع ، ويرجع هذا إلى اختلافات في كيمياء الدماغ، وبسبب الهرمونات أيضاً، فضلاً عن الطريقة التي تتعاطى بها النساء مع التوتر مقارنة بالرجال، والأسباب عند هؤلاء قد يكون لها علاقة بأمور نفسية : كالخلافات الضاغطة والدائمه ، حالات العنف والتنمر ، الإهانات المتكررة ، الإجهاد وتعدد الأدوار ، التهديد ، الظروف الصعبه ، الأخبار الصادمه ، فقدان شخص عزيز ، خيانه عاطفيه ، خسارة ماليه ، مشاعر مكبوتة غير معبر عنها ، أحداث مفاجئة وصادمة، تعذيب . طلاق ، انفصال ، والعديد من الأمور النفسية . وقد تكون أسباب عضوية وبيولوجية :كخلل بالمسيلات العصبية بالدماغ ،و تأثيرات شرب المخدرات والكحول .

قد يشعر البعض بهذه الأعراض ،ولا يعلم بأنها أعراض نوبة الهلع ، فقد يستيقظ طفل من نومه ، ويبدأ بنوبة بكاء ناتجة عن تعرضه لنوبة هلع ، أو قد تصيب طالب جامعي أثناء تأديته للإمتحان ، أو قد تصيب مدير أثناء أحد الاجتماعات ....وهكذا ؛ لذا علينا تعلم بعض الطرق للسيطرة عليها والتحكم بها : كتنظيم التنفس ، تخيلات إيجابيه ، حديث إيجابي مع النفس ، التركيز على شيْ معين والتفكير به ، إجراء عمليات عقلية كالعد ، أو التعداد ، سماع موسيقى ، التحكم بالأفكار ، الاسترخاء الجسدي والعقلي ، القيام بتمارين رياضية ، البوح للآخرين . وهذه طريقة مهمة ، حيث أن التنفيس والبوح عما يجول بالخاطر من أهم طرق العلاج النفسي بالكثير من الاضطرابات . وفي حال لم يستطع الفرد السيطرة على هذا الاضطراب بالطرق الذاتيه ، عليه مراجعة طبيب أمراض نفسية حتى يصف له التدخل الدوائي المناسب .

وللأسف في مجتمعنا الأردني لا يتم التعامل مع الاضطرابات النفسية بواقعية وجدية، سواء أكانت نوبات هلع أم غيرها . فالمرضى لا يحبذون كشف اضطراباتهم بسبب نظرة المجتمع للمريض ولأسرته ، عدا عن وصمة العار التي تلاحق المريض وكأنه مجرم ، وعدا عن الأسعار الخيالية للعلاج والتدخلات الدوائيه ، رغم أن الكشف عن أي اضطراب نفسي والتدخل لمساعدته قد يحمي المريض ، ويحمي المجتمع من تطورات لاحقه . لذلك علينا أن نكثف جهودنا لتغيير نظرة الناس فيما يخص الاضطرابات النفسية ، والتعامل معها كأي أمراض أخرى قد تصيب الشخص ، من خلال وسائل الاعلام المجتمعيه . وغيرها من وسائل التوعيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :