الغاء الدوري إن حدث ليس “مؤامرة”
تيسير محمود العميري
21-08-2020 11:49 PM
اعتاد كثير من المواطنين الأردنيين، على عدم تصديق ما تقوله الحكومة، والتشكيك بنواياها وقراراتها، اعتقادا من تلك الفئة أن الحكومة تفعل غير ما تقول، وانها “أي الحكومة” مشاركة في “مؤامرة كونية، امبرالية، صهيونية، شيطانية”، حين تحذر من وجود وباء عالمي أصاب نحو 23 مليون إنسان وأدى إلى وفاة نحو 800 ألف منهم في نحو 196 بلدا.
كثيرون شككوا بكلام الحكومة مؤخرا، واعتقدوا أن الحديث عن موجة جديدة وتسارع في أعداد الإصابات المحلية ما هو إلا “اكذوبة”، تسعى الحكومة لتروجيها واشغال الناس بها، وكأن تلك الفئة لن تصدق وجود الوباء إلا إذا أصاب اعدادا كبيرة لا سمح الله.
الرياضيون لهم تأثير كبير على توجيه الرأي العام، ومعظم الناس تهتم باللاعبين وعلى الأخص بلعبة كرة القدم، وحين تأكدت أصابة عدد من لاعبي فريق الفيصلي بفيروس كورونا، وخروج عدد منهم بجرأة على منصات التواصل الاجتماعي لتأكيد إصابته، أيقن كثيرون ممن كانوا يعتقدون بعدم وجود الفيروس، أنهم كانوا على خطأ، وأن الوضع الحالي مثير للقلق، ولا يحتمل “تشكيكا أو مزحا”، وأنه لا بد من الوقاية حفاظا على الأرواح ومصدر الرزق.
اتحاد كرة القدم بادر إلى تعليق كافة نشاطاته وعلى رأسها دوري المحترفين لمدة أسبوعين، لحين أجراء الفحوصات لكافة أفراد المنظومة الرياضية للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الفيروس، واستناداً إلى الحالة الوبائية التي ستسود في المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة.
أحد الخيارات المطروحة في حال زادت شدة الوباء، لا سمح الله، يتمثل في إلغاء الدوري، ضمن إجراءات حكومية قد تشمل الحظر وتقليص ساعات العمل وغيرها من الإجراءات الضرورية لاحتواء الحالة الوبائية للخروج منها بأقل الأضرار.
لا اريد التسرع في التوقع، ولكن إلغاء الدوري في الظروف الاستثنائية أمر وارد، وهو ليس “مؤامرة” كما يتوهم بعضهم، فحياة المواطن الأردني أثمن من لقب الدوري أو من سيشارك مستقبلا في دوري أبطال آسيا.
رسالة اللاعبين المصابين الذين نسأل لهم السلامة والعافية من المرض، كانت واضحة لكل مواطن بضرورة الحفاظ على صحته وحياته، باعتبار المرض حقيقة لا جدال فيها ويصنف أنه وباء عالمي.
نسأل الله أن يجنب بلدنا والعالم بأسره شر هذا الوباء، وأن يقف الجميع صفا واحدا لمحاربته من خلال الوعي والتقيد بالإجراءات الوقائية بدلا من الاستهانة به، والوقوع لا سمح الله ضمن دائرة خطره.
الغد