بداية أرجو من القراء أن لا تمتلكهم الدهشة والاستغراب عند قراءتهم لعنوان المقال ، فالعنوان يشير إلى قصة حقيقية نشرتها الصحافة العربية والمحلية يوم 1 كانون أول 2009 ، ولا استغرب أن كانت هذه القصة لم تترجم إلى عدة لغات لاطلاع العالم على مدى حرص بعض الدول العربية على العناية في الثروة الحيوانية .
الخبر يقول ان رئيس مركز الداخلية بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غرب مصر) السيد محمد هارون حظر مرور الحمير بشوارع المدينة دون ان يكون كل حمار مرتدي حافظات " بامبرز " وذلك حفاظا على الشكل الجمالي والحضاري للمدينة التي تشهد حركة رواج سياحي غير مسبوق .
ونظرا لأهمية الخبر فقد تم بثه ونشره عن طريق وكالة إنباء الشرق الأوسط المصرية ( أ. ش .أ) الذي تضمن تصريح عرمري فحواه أن " البامبرز " متوفر بالأسواق وبأسعار رمزية وفي مختلف المقاسات والإحجام . ويؤكد رئيس المركز انه في حال عدم التزام أصحاب الحمير والجحوش بتلبيس حميرهم وتجهيزهم وستر عوراتهم بفرض غرامات مالية عليهم ، لكن الخبر لم يشير إلى قيمة هذه الغرامات ،ولكن أتوقع أن تكون الغرامة متوافقة مع حجم الحمار وكمية الفضلات التي سيخرجها ويتخلص منها عند " الزنقة " ، ولعل المصيبة الكبرى أن أصحاب الحمير بحاجة إلى دورات لتركيب البامبرز على عورات الحمير ، فكما هو معروف أن ذيل الحمار يغطي على عورته ، وكلما حاول صاحب الحمار الكشف عن عورة حماره لتركيب البامبرز تملكت الحمار الحمية والشهامة للدفاع عن عورته وسترها ورفص كل من يحاول الاقتراب منها . إننا أمام حالة عجيبة حمير يرفضون لبس البامبرز ، وأصحاب الحمير يرفصون من الحمير ، وشركات التأمين ترفض تأمين أصحاب الحمير اذا تعرض الواحد منهم لرفصه قويه قد تودي بحياته او تعرضه لتداخلات جراحية واقامه في المستشفى وتكاليف علاج ، وفي المقابل فان أصحاب الحمير مهددون بالعقاب ودفع غرامة من مراقبي الحمير في محافظة الوادي الجديد في حال عدم استخدامهم للبامبرز .
وبعد ... ليس كل من يصنف نفسه شهيدا يعتبر شهيدا ، وليس كل ناعق يظهر من خلف الحدود على محطة فضائية يعتبر صادقا ، وليس كل من يطلق العنان للحيته يعتبر متدينا ومؤمنا ومستقيما ، وليس كل من يحلف الايمان يعتبر صادقا ، والسؤال الاهم والمهم كيف تصل الاشرطة والكاسيتات الى المحطات الفضائية؟! ، ومن سجلها بهذه الدقة والحرفيه والمهنية في الاخراج والاعداد والتصوير ؟! وكم استغرق اعدادها ؟ ومن الدجالين الذين يكتبون النصوص ويشوهون الحقائق ؟! ولمصلحة من ؟! ولماذا تبث الكاسيتات قبل ان تتاكد الفضائيات من صدقية محتوياتها ؟!. اليست المهنية الاعلامية والاخلاقية تتطلب ذلك ؟! .فالوطن اكبر من كل المؤمرات ، وما يسجل من اشرطة وكاسيتات ومغامرين واستشهادين ودجالين يرافقهم جوقه من المعدين والمخرجين وكتبة النصوص وفنيو الاضاءه والصوت ؟ يعتبر في العرف الشعبي مهاترات .
مسك الكلام ،،، الحمير تحافظ على عوراتها ، وتعاقب كل من يقترب منها والمساس بها،واحزاب وحركات انكشفت عوراتها وزيف مبادئها وشعاراتها ، وفاحت روائح أجنداتها ومنطلقاتها وارتباطاتها وخياناتها . ترى أين نجد " بامبرز " على مقاس فضائح هؤلاء لستر عوراتهم وتكميم افواههم .
Ohok1960@yahoo.com
اكاديمي - تخصص علم اجتماع