facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




صفحة من تاريخ الاردن : " الحلقة العاشرة "


07-06-2007 03:00 AM

نتابع الحديث عن تاريخ دولة الأنباط في الأردن ، فقد عثر على عملة سكت في روما يعود تاريخها إلى سنة 58 قبل الميلاد ، نقش على احد وجهيها الملك الحارث ممسكاً جملاً بيده ، جاثياً على إحدى ركبتيه وماداً سعف نخيل ، تبين أن النفوذ الهيليني السياسي والعسكري قد زال وحل محله النفوذ الروماني. وعندما كانت الجيوش الرومانية تحاصر القدس أرسل الملك ملكس الثاني ألف فارس وخمسة آلاف من المشاة لمساعدتها ، إلا أن الرومان لم يكتفوا بما كانت تقدمه مملكة الأنباط من تأييد ومساعدات فطلبوا المزيد ، وعندما رفضت قضوا على استقلالها سنة 105 في زمن الإمبراطور تريانس وأسموها "المقاطعة العربية".وقد نقل لنا التاريخ أخبارا عن تطور الأنباط التجاري ، فبين أنهم لم يكتفوا بنقل المتاجر برا ، بل بنوا لهم سفنا ، وبلغوا موانئ اليمن لينقلوا السلع إلى الميناءين العائدين لهم في شمالي البحر الأحمر وهما ميناء الحوراء وميناء أيلة أي العقبة ، ولم يهدد احد مصالحهم التجارية حتى استولى البطالمة على ميناء أيلة ، وحالوا بين الأنباط وبين الوصول إلى البحر الأحمر .
كما مارس الأنباط مزاولة حرفة أخرى هي استخراج القير أو الإسفلت من البحر الميت وبيعه إلى المصريين خاصة ، لاستخدامه في أعمال التحنيط ، كما برع الأنباط بالكتابة وتطوير الخط العربي ، الذي عرف بالحرف النبطي ، وتفوق الأنباط ايضا بفن النحت فقد أشادوا بيوتهم بالصخر ، وكان لهم نظام إداري متميز ، وكيان سياسي متطور ، وأصبح الملك لديهم ملكيا ، ويتمتعون بقدر كبير من الديمقراطية .
أما بالنسبة لملوك الأنباط ؛ فالسلسلة في قائمة الملوك تنقطع لفترة كبيرة ، وهناك محاولات لإحصائهم وتحديد سنوات حكمهم ، فقد كان أول ملوكهم حارثة الأول ، واسم حارثة من أكثر الأسماء التي تكررت عند ملوك الأنباط ، وقد جاء في التوراة ذكر حارثة زعيم العرب ، ومن ملوك الأنباط حارثة الثاني ، الذي ذكره المؤرخ يوستين انه سيد قوم من العرب ، والملك عبادة الأول ورب أيل الأول وحارثة الثالث الذي ضمت في زمنه دمشق إلى دولة الأنباط ، كما ضم الأنباط إلى دولتهم منطقة لبنان الشرقي التي عين فيها حاكم مقيم نيابة عن الملك النبطي ، كما سيطر الأنباط في عهد حارثة الثالث على جنوبي لبنان وشمالي فلسطين إلى مدينة يافا .
وحكم بعد حارثة مالك الأول الذي لجأت إليه ابنة هيركانوس لمساعدة أبيها في استعادة ملكه ، وانتزاعه من هيرود . وتلا حكم مالك الملك النبطي عبادة الثاني ، الذي شهد عهده الحملة الرومانية على بلاد العرب الجنوبية بقيادة غالس ، وتلا مالك الملك حارثة الرابع الذي أصبح عهده أزهى عهود الدولة النبطية ، فقد شهدت الدولة نهضة عمرانية واسعة ، خاصة في الحجر ومدائن صالح في شنالي الجزيرة العربية ، وقد حارب هذا الملك هيرود ، وتلا مالك الثاني الملك رب أيل الثاني الذي كانت أمه "شقليت" وصية عليه لصغر سنه ، وقد نقل رب أيل نشاطاته إلى بصرى التي كان يقضي أكثر وقته فيها فأصبحت عاصمة للأنباط ، وكان آخر ملوك الأنباط الملك مالك الثالث .
ويمكن تحديد الرقعة الجغرافية لدولة الأنباط التي بلغ أقصى اتساع جغرافي لها في أيام الملك حارثة الرابع ، إذ ضمت منطقة واسعة إلى الجنوب من بترا إلى أن وصلت إلى العلا وكان وجود الأنباط واضحا في منطقة النقب ، كما امتدت إلى الشمال إلى أن ضمت دمشق ، وشملت حدودها موانئ البحر المتوسط وسيناء وموانئ مصر وساحل البحر الأحمر شرقي نهر النيل . وكان للأنباط في مصر جالية كبيرة لها كاهنها ، وكان لهم جمالون من نقلة السلع ذهابا وإيابا بين مصر وبترا ، كما وصل امتداد الأنباط إلى حوض البحر المتوسط ، حتى انه كان للأنباط جالية ومعبد في بتيولي في ايطاليا ، وكانت صلاتهم التجارية قد وصلت أواسط آسيا والهند ، وقد ظهرت نقوش الأنباط في سيناء والنقب ولا تزال إلى اليوم .
وقد امتد النشاط الاقتصادي من بترا إلى بصرى إلى دومة الجندل إلى أم الجمال ، إلى موانئ البحر الأحمر ، والبحر المتوسط ، والعراق وتدمر .
وهكذا دخلت البتراء الجميلة في سبات عميق طويل ، دام قروناً طويلاً واستسلمت لأشعة الشمس وللرياح العاصفة ، منتظرة من يتمتع بجمالها ويتأمل في تاريخها العربي المجيد.وه هي تبحث عن مكان لها بين عجائب الدنيا السبع الجديدة ، وهي تستحق ذلك حقا .
اى اللقاء في الحلقة القادمة من برنامج صفحة من تاريخ الاردن.










  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :