ليست الهجرة لمجرد التأريخ الرقمي في مقابل التأريخ الميلادي أو الصيني أو الفرعوني أو غير ذلك بل هي حدث مفصلي في تاريخ الإسلام والبشرية جمعاء.
- فقد كانت تعبيرا" عن الظلم والغطرسة التي تعرض لها المسلمون من جبابرة مكة المتاجرين بالأصنام الحجرية والبشرية حيث كانت حياتهم غارقة في الرق العبودية . لقد حرموا المسلمين من العيش في بلدهم فانقضوا عليهم قتلا" وتعذيبا" فكان لا بد من البحث عن مخرج في الطائف والحبشة والمدينة.
- وكانت الهجرة طريقا" لقيام دولة الحرية والطهارة والحضارة كي تشع على العالم الذي يتنازعه الفرس عبدة النار و الروم ، ولم تلبث الدولة الجديدة بعد تنظيف الجزيرة من الجهل التخلف و الصنمية طويلا" حتى أطاحت بالفرس الروم فظهر الاسلام على مستوى العالم يراه الناس خاليا" من الخرافة والاستعباد ساعيا" للعلم والصناعة التطور.
- وكانت الهجرة لتعلم كل الناس أن المستضعف لا بد أن ينتصر في النهاية، فالهجرة السرية انما كانت لهدف كبير وهو العودة الى مكة دون انتقام من جبابرتها بل لاعلان العفو ليتعلم العالم حالة الصفح عن المعادي رغم وجود إمكان الانتقام المسيطر على كل دول الغطرسة قديما" وحديثا".
- والهجرة درس لكل المهجرين ليعملوا من أجل عودتهم رافعي الرأس عاليا" أمام من ظلمهم وأخرجهم.
فهل نحن اليوم بحاجة إلى هجرة انتقالية مكانية أم لنا دروب هجرة في السياسة والاقتصاد التعليم و الاجتماع وغير ذلك من جوانب الحياة؟ هل نعمل لهجر الظلم والذل والاستعباد و الفساد ؟ نأمل ذلك