facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تضخم علامات الثانوية العامة .. وبعض أسبابه!


د. أروى الحواري
19-08-2020 12:44 PM

ونتيجة انتشار وباء كورونا وجدنا أنفسنا أمام قرارات عديدة مغايرة لما كنا عليه سابقا، وجدنا أنفسنا أمام قرار التعلم عن بعد؛ للحفاظ على طلبتنا وسلامتهم من جهة، ولاستمرارية عملية التعلم من جهة أخرى، في حقيقة الأمر كانت جهودا جبارة لوزارة التربية والتعليم وجميع القائمين فيها من إداريين وتربويين ومعلمين لإنجاح عملية التعلم.

وقد خضنا تجربة فريدة في اختبارات الثانوية العامة؛ والتي أصبحت جميع الفقرات فيها اختيار من متعدد، وهذا مأخذ كبير، فقد تراوحت أعدادها بين ( 30) إلى ( 40) فقرة في مجملها، والذي يفترض فيها أنْ تحقق الخصائص السيكومترية ( الصدق، الثبات، الصعوبة، والتمييز،..) لأيّ اختبار وطني؛ بما معنى أنّ أوزان درجات الفقرات كان كبيرا بما لا يتناسب ووزن كل مادة فيه (200) درجة، وهذا في حقيقة الأمر ينافي جدول المواصفات ومصداقيته لأي اختبار، كما أنّه لا يحقق العدالة والمساواة بين الطلبة والذي يفترض من خلاله مراعاة كافة نتاجات بلوم التعليمية لأجل تحقيق الغرض المرجوّ من الاختبار العام، ناهيك عن استخدام الماسح الضوئي والذي أراه مجحفا بحق الطلبة؛ وخاصة أنهم لم يعتادوا على مثل تلك الآلية من قبل.

ولكن حينما تم إصدار النتائج كانت صادمة لنا جميعاً؛ من حيث الكم والنوع! حيث لفت انتباه الجميع التضخم الكبير في العلامات، وما قد تعكسه من نتائج سلبية قد تتسبب في إهدار تعب أعوام عديدة في بناء التعليم، ولكن ما هي أسباب تضخم علامات الثانوية العامة لهذا العام؟ لنعد إلى حيثيات الاختبار وكيف تم بناء فقراته؟ فقد كان من فقرات الاختيار من متعدد؛ وهي ذات الطابع السهل وخاصة أنّ عمليات الغش فيها كبيرة مما يفقدها مصداقيتها.

إضافة إلى ذلك لا يمكن بأيّ حال من الأحوال قياس محتوى منهاج دراسي من خلال (30) أو حتى ( 40) فقرة اختيار من متعدد؛ مما يعني أنّ بعض المواضيع في المنهاج أسقطت من الاختبار، كما أنّه من الصعب علينا صياغة فقرات اختيار من متعدد تقيس مستويات بلوم العليا (تحليل وتركيب وتقويم) وهو أساس أيّ اختبار لمرحلة نهائية كما هو الحال في الثانوية العامة، وهذا ما تم افتقاده فعلا. ولا ننسى أنّ صياغة فقرات اختيار من متعدد ليست بالعملية السهلة فهذا النوع من الفقرات يوصف بالسهل الممتنع؛ لذا وجدت فقرات خاطئة الصياغة في بعض الاختبارات مثل الأحياء والكيمياء، مما تسبب في إسقاطها وعدم احتسابها، كما أنّ فقرات الاختيار من متعدد لم تراعِ المعرفة الجزئية لمحتويات المنهاج فبقيت فقط تلك المعلومات السطحية؛ لأنها تعتمد الجواب النهائي كمقياس.

والأهم من ذلك كله أنّ مثل هذه الإمتحانات المصيرية يجب تجريبها أولا وثانيا؛ للتحقق من صحة صياغتها، ثم التحقق من إجاباتها، ودراسة خصائصها السيكومترية من (صعوبة وتمييز وتخمين) وكيفية الأثر الناتج عنها،ومن ثم اعتمادها، واختيار المناسب منها، بما يتناسب مع جدول مواصفات الاختبار، حتى نصل لمستوى صدق وثبات الاختبار.

هذه بعض الأسباب التي يمكن الوقوف عليها، لذلك أعتقد بأنه يجب على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في الدورات القادمة من حيث اشتمال الاختبارات على بعض الفقرات الإنشائية حتى وإن كانت قصيرة الإجابة، لتغطية كافة جوانب المنهاج بالصورة التي يجب، ومراعاة مستوى كفاءة الاختبار، ونسأل الله أن يحفظنا جميعا في ظل بلدنا الحبيب ويرفع عنّا البلاء والوباء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :