متى تنتهي لُعبة الأُمم «المُفخّخة» .. في ليبيا وعليها؟
محمد خروب
19-08-2020 12:08 AM
لعبة أُمم مُحتدمة شرِسة ومُعقدة, تكاد الضربات بـ«النقاط» التي تتبادلها الأطراف ذات الصلة المباشرة فيها, أو تلك المُتطفِلة أو الباحثة عن دور موهوم في لعبة الأوزان والأحجام، ان تفشل (الضربات بالنقاط) وبخاصة في ظل اندفاعات بعضها غير محسوب, من قبل دول باتت ترى أنها في الطريق إلى خسارة ما أهدرته من أموال وأسلحة وضخ إعلامي مُثقل بالأخبار المُزيِّفة, وتلك التي تقلِب الحقائق وتُسهم في بثّ خزعبلات لا تلبث أن تنكشف في ميادين السياسة (قبل ميادين القتال).
وبعيداً عن الإلغاء والإيحاءات, دعونا نضيء على جملة من التصريحات والزيارات والقرارات والمواقف التي تتبنّاها أو تدعو إليها, بعض الدول المُنخرطة بفاعلية والحاضرة بقوة في «المسألة» الليبية, حيث لم يعد طرف بعينه قادرا على حسم الصراع أو التوصّل إلى صيغة تحول دون اندلاع حرب مُتدحرِجة لن تقتصر على دولتين, كأن تقول مصر وتركيا حيث تتحدثان عن «حل صِفري» في حال تم تجاوز الخط الأحمر الذي رسمتاه وإن بمفردات ومُصطلحات مُختلفة.
الرئيس الروسي في مكالمة مع نظيره التركي, أكد ضرورة إطلاق مفاوضات مباشرة بين الأطراف المُتحاربة في ليبيا وفق القرار (2510) لافتاً إلى أهمية اتخاذ خطوات «حقيقية» باتجاه وقف دائم للنار..لكن كيف يتم ترجمة هذا الى فعل ملموس..لم يقل اللاعبان الرئيسيان الأكثر إمساكاً بأوراق اللعبة (دع عنك ما يُقال في الإعلام ويرطن به المُتطفلون على الأزمة), هل نضجت الظروف لمفاوضات كهذه لإعلان وقف دائم للنار, يُبعد شبح حرب أكثر إتساعاً وبمشاركة أطراف أخرى؟.
هنا تحضر أيضاً تصريحات رئيس الدبلوماسية الألمانية الذي زار طرابلس واجتمع مع السرَّاج عندما قال:هناك خطر كبير للتصعيد في ليبيا عازياً ذلك إلى»..التسليح المُستمر لطرفي النزاع», ولم ينسَ هايكوماس تكرار العبارة المُستهلَكة «ضرورة البدء بإجراء مباحثات مباشرة بين طرفي الصراع ».
أما سفير واشنطن في ليبيا ريتشارد نولند، فقد وصف تركيا بِـ"المُنقذ» مشيداً بدورها ومعتبراً تدخلها مثابة «فرصة لإجراء المفاوضات السياسية».. قال ذلك في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية, مؤكداً أنه بـ«فضل تدخّل القوات التركية تم انقاذ طرابلس من استيلاء الجنرال حفتر عليها, وتعزيز نفوذ حكومة الوفاق» مشيراً (وهنا يكمن سرّ الموقف الأميركي) إلى أن الحدث الذي غيّر السار في ليبيا، هو الزيادة الهائلة في الوجود الروسي من خلال مجموعة فاغنر»، لذلك – أضاف في رسالة تستبطِن الكثير– يجب على اولئك غير الراضين عن الوجود العسكري?التركي أن يسألوا أنفسهم أولاً.. لماذا كان لديهم علاقات مع فاغنر ويدعمون الوجود الروسي هناك, حيث كانت طرابلس على وشك الوقوع بيد تلك المرتزقة؟.
لهذا وربما في ما خفي من الأمور والصفقات, لا داعي للإستغراب أو استحضار الدهشة, عندما تعلمون أن ميناء مصراته قد أصبح «رسمياً» قاعدة عسكرية بحرية تركية بموافقة السرَّاج وبتمويل عربي. وأيضاً بعد ان يتم تأهيل قاعدة «الوطية» الجوية الاستراتيجية لتكون «تركية» الاستعمال والقرار.
ليس ثمّة ما يدعو للتفاؤل بأن لعبة الأمم الدائرة الآن في ليبيا وعليها, مُرشحة للانتهاء بدون «حرْب»... والأيام ستروي.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي