حالة متزايدة من التوتر واللايقين تسود بين الناس والقطاعات الاقتصادية جراء التلميحات والتوقعات بعودة درجة من درجات الحظر نتيجة لتزايد أعداد الإصابات المحلية. الناس خائفة لان الحظر السابق كبد البلد والمجتمع بكل قطاعاتها خسائر فادحة لم نتعاف منها بعد. الشعور العام ان لا توازن بين القرار الصحي والاقتصادي، وان تغول القرار الصحي على كل شيء ما زال هو المتحكم بذهنية صناع القرار والمسؤولين. بل ان الأمر يذهب لأسوأ من ذلك بالاعتقاد ان التشدد الصحي في الحظر والانعزال عن العالم مبالغ جدا فيه، ولا يضاهيه شيء في العالم حتى الصين التي فرضت حظرا محكما في مرحلة ما. نتغلب في الأردن على جميع دول العالم بدرجات الحظر دون أي اعتبار لتداعياته الاقتصادية والاجتماعية بل نفاخر بذلك. وضع المواطنين بين خيارين اما الحظر والاغلاق وخسائره الباهظة واما تردي الحالة الصحية أمر غير مقبول وبعضهم يعده غير منصف، والأصل ان تقوم السلطات بواجباتها لخلق حالة من السيطرة الصحية بما لا يمس الاوضاع الاقتصادية للناس ولا يعزل الأردن عن العالم.
الانطباع العام ان التراخي الذي حدث مؤخرا وعدم الاهتمام بلبس الكمامات أو بالتباعد الاجتماعي سببه عدم الجدية الرسمية بمتابعة هذا الأمر، وها نحن الآن كمجتمع ندفع ثمن عدم جدية السلطات بتطبيق المعايير الصحية الضرورية للابقاء على الحياة الطبيعية للاقتصاد. حسنا فعلت السلطات بتفعيل أمر الدفاع 11 ولكن التساؤل المشروع لماذا كل هذا التأخر بتفعيله ولماذا انتظرنا لدرجة عدنا فيها للحديث عن الحظر واضطررنا لإغلاق بعض المنافذ الحدودية من جديد.
كثيرون بدأوا يتساءلون عن منطقية وأهمية المصفوفة التي تم وضعها، والشعور العام ان هذه المصفوفة مبالغة في تشددها، ولم تأت بالقياس على ممارسات عالمية صحية فضلى كما يجب ان يكون. دليل ذلك ان النية تتجه الآن لادخال فتح المدارس والجامعات ضمن المرحلة الزرقاء في المصفوفة وليس الخضراء كما هو الحال الان ما يعني ان واضعي المصفوفة اساسا كانوا على اقسى درجات التشدد عند وضعها.
الحال كذلك بالنسبة لفتح المطار الذي يعتبر شريانا اقتصاديا مهما للاقتصاد والسياحة والسياحة العلاجية التي افتخرنا اننا سهلنا الطريق أمامها. دول تحذر رعاياها من الذهاب للأردن بسبب تشدد المعايير وسرعة تغيرها فجأة وضرورة توقع أي شيء في حال التخطيط للذهاب للأردن! لماذا لا يفتح المطار وتوضع آلية للفحص قبل وعند الوصول وكفى؟ ولماذا كل هذا الاستسهار بإغلاق هذا المرفق الاقتصادي الهام.
معادلة اما الحظر واما زيادة الحالات غير منطقية أو مقبولة تقتل الاقتصاد وتصعب حياة الناس، والأصل ان نتحلى بذهنية التعايش مع الوباء وليس الانعزال المستحيل عن العالم لان الفيروس باق لفترة طويلة لا محالة، إلا اذا كانت السلطات تفكر وتقبل ان يبقى الإغلاق والانعزال عن العالم حتى نجد المصل الشافي لهذا المرض وهذا ضرب من الخيال!
الغد