الاجابة عن الاسئلة قبل الامتحان
د. حازم قشوع
14-08-2020 12:15 AM
كان يتوقع بعض السياسيين ان تكون مرحلة الاجابة على الاسئلة بعد انتهاء حالة المخاض السياسي وانقشاع الغبار الانتخابي، لكن لم يكن اعتى المراقبين ليتصور ان تدخل الدول فى مراهنات بذاتها وانظمتها فى داخل المشهد الانتخابي التي لا تمتلك الادوات الفاعلة للاشتراك فيه ولا حتى التداخل معه، وهي مغامرة غير محسوبة النتائج
وستحمل نتائج عميقة وعكسية قد تخسر انفسها هذه الدول جراء هذه المراهنة الكبيرة.
وما سيستغرب منه بعض السياسيين ان عوائد هذه المراهنة لا تنسجم مع حجم المراهنة ولا مقدارها ، لانه فى حالة الفشل وفوز الطرف المقابل فان الخسارة ستكون فادحة، وربما تطال وجود الانظمة السياسية او الجغرافيا السياسية لبعض الانظمة، وهذا ما تم قراءته من قبل بعض هذه الانظمة التي بدأت بدورها الاجابة على الاسئلة قبل موعد الامتحان .
فمستقبل الدول لا يجب ربطه بوجود الانظمة، واذا كان الامر كذلك فيجب عدم زج الدولة فى رهان غير مضمون النتائج لاسيما الانتخابية منها او السياسية مهما كانت الذرائع القيمية بدعوى الحفاظ على القيم، فان الانتخابات والمعتركات السياسية لا تقوم على القيم بقدر ما تقوم على المصالح بين الدول.
من يقف مع القيم والمبادئ ويمتلك ادوات المنعة المجتمعية ويستطيع رؤية الغابة وليس الشجرة فقط ، فانه ليس بحاجة الى كل هذه المغامرة كونه قادر على المناورة فى المساحة (الرمادية المائلة للسواد او رمادي مائل للبياض) دون الوقوف عند قدسية موقف ابيض او حدية موقف اسود، قد تجعله اسير هذه الخانة او قابع في هذه الجملة الافتراضية فلا تستطيع مغادرتها، وبالتالي ستجعل هامش المناورة الدبلوماسية لديك محدودة.
فلا الازرق يستحق كل هذ الابحار ولا الاحمر يستحق كل هذه المجازفة، كما سيسجل عليك التاريخ مثلبة قد لا تغتفر او تكفر، فان اللحظة التاريخية لا تعود لكنها تحفر، كما ان مرحلة الاجابة على الاسئلة لم يأت اوانها بعد، اذن لما كل هذه المغامرة، اذا كانت الاجابة على الاسئلة لم تأت بعد والاجابة حتى لو كانت صحيحة لن تحسب ولن تسجل الا
فى سطور التاريخ عليك وليس لك.