تتجه أنظار الأردنيين إلى معبر جابر بعدما أغلقته الحكومة لمدة أسبوع إثر وجود إصابات لعاملين في المركز، وهو ما أدى إلى اصابة آخرين من مواطني المملكة، وهو ما أثار الخوف من تزايد الحالات بشكل غير متوقع.
ارتفاع الاصابات تراجع للخلف، ولا أحد يعلم إلى أين ستقود البلد، على الرغم من زيادة وعي مؤسسات الدولة في التعامل مع كورونا، في ظل الحديث عن عدم التزام بعض من يدخلون المعبر بالاجرءات الصحية وخصوصا سائقي الشاحنات السوريين الذين يختلطون بنظرائهم الأردنيين.
في الفترة السابقة تمكنت الدولة من خلال إجراءات قاسية ومؤلمة اجتماعيا واقتصاديا من العبور بالمواطنين إلى حافة الآمان، وهو ما قاد إلى حالة من الاسترخاء في التعامل مع الوباء، فعادت التجمعات دون تقيد من المواطنين بشروط السلامة سواء في الأسواق أو المولات أو المزارع، وها هم الآن يعودون إلى مربع الخوف من الانتقال إلى مرحلة أخرى قد تكون غير آمنة تنعكس على تصنيف الأردن وبائيا.
الكلفة الاقتصادية والاجتماعية قد تكون هذه المرة كبيرة في حال برزت حالات لم تتمكن الكوادر الصحية من معرفة مصدرها أو تتبعها، وهناك تخوف لدى الناس والقطاع الاقتصادي بجميع فروعه من العودة إلى فرض الحظر «الكلي أو الجزئي» مع إزدياد تسجيل حالات الإصابة بكورونا، فالناس والاقتصاد لم يعودا يستطيعان تحمّل المزيد من الألم.
الخسارات في حالة العودة إلى الإغلاق لا تقتصر على القطاع الخاص والعاملين فيه، بل ستتعداه إلى بلد خزينته منهكة ماليا وليس لديها فائض للتعامل مع المفاجآت، فالجميع يعلم أن الحكومة حاولت بذل كل ما تستطيع لحماية الناس من الجوع والانقطاع عن العمل إلى جانب المساعدة في حماية المنشآت الاقتصادية من خلال القروض الميسرة وحزم الامان المتعددة التي لم تكن كافية في كثير من الأحيان.
مجرد نشر خبر تزايد الاصابات يبدد آمال قطاعات كثيرة بعودة الحياة إلى طبيعتها، فعلى سبيل المثال لم يعد الآن بالامكان الحديث مجددا عن السياحة العلاجية، فلن يأتي المرضى إلى الأردن للاستطباب في ظل تزايد الحالات وعدم استقرار الوضع الوبائي، وهو ما يعني استمرار مسلسل الخسارة، ولا أحد يعلم إلى متى.
التخوف ازداد بعدما دقت الحكومة ناقوس الخطر على لسان وزير الاعلام أمجد العضايلة الذي قال إنه: «إذا ما زادت الحالات المصابة بفيروس كورونا بشكل كبير جداً ويشكل خطراً على الحالة الصحية فقد تلجأ اللجان الصحية ووزارة الصحة الى التوصية بفرض حظر».
هناك وجهة نظر أخرى يتبناها كثيرون مفادها أن الإغلاق لن يمنع كورونا، ولا أحد يستطيع مجاراة وباء لا يعرف العالم كله متى سينتهي، أو «ينشف ويموت»، وبالتالي كل ما يمكن القيام به داخليا التشدد باتباع الارشادات الصحية ورصد نقاط الضعف التي يمكن أن يتسلل منها الفيروس إلى المملكة وخصوصا المعابر البرية والمطارات المستشفيات والتجمعات، أسوة بدول أخرى لديها إصابات أكثر منا بكثير.
لا الدولة قادرة بمؤسساتها العامة والخاصة على احتمال تكرار الخسارة، ولا مواطنوها قادرون على ذلك.
الرأي