من يطلب المستحيل يضيّع الممكن
محمد الداودية
13-08-2020 12:39 AM
صادف امس الأول ذكرى استشهاد كوكبة من نشامى القوات المسلحة والاجهزة الامنية الشجعان الابطال، في مداهمة خلايا ارهابية في نقب الدبور بالسلط ومهرجان الفحيص الثقافي.
الشهيد المقدم معاذ الحويطات، الشهيد النقيب عمر الرحامنة، الشهيد الملازم اول احمد الجالودي، الشهيد الوكيل علي قوقزة، الشهيد الرقيب هشام العقاربة، الشهيد الرقيب محمد الهياجنة، الشهيد العريف محمد العزام، الشهيد العريف احمد ادريس الزعبي والشهيد مصعب العتوم. لأرواحهم الطاهرة وأرواح شهدائنا الرحمة والغفران.
لا انفك استذكر جملة حسين باشا الزيود والد الشهيد البطل الرائد راشد، حين هاتفته في سلطنة عُمان ليلة استشهاد راشد، تلك الجملة الاردنية الايقونة: «كيف يتحقق الأمن لأهلي وبلادي بلا شهداء ؟!»
يشهد الله انه لولا يقظة وخبرة واقتدار وفدائية ابنائنا رجال المخابرات العامة والامن العام، لمزق الإرهابيون بلادنا ولأكلوا اكبادنا ولحولوا الاردن الى دولة فاشلة والى ساحة تفجيرات واغتيالات ولباعونا كالعبيد في اسواق النخاسة.
وليس لنا والله من مفر ومن مهجر من هذه الديرة العظيمة الغالية، مهما بلغ الضنك والضغط والتقتيل.
عندما يُضام الوطن ويصدح طالبا «وين راحوا النشامى»، طالبا فدائيين وشهداء، يتقدم نشامى المخابرات العامة والجيش العربي والأمن العام الى ساحة الفداء والشهادة.
لا يستحق ابناؤنا حملة الشعار وحراس الاستقرار وحماة الديار ان يرشقوا ولو بوردة.
هؤلاء هم سدنة الاستقرار والأمن. هؤلاء هم ابناؤنا الذين لا يخلو منهم بيت.
لقد احزننا واقلقنا ان ينحدر الحال الى ما انحدر اليه بين رجال الأمن وإخوانهم المعلمين. فلا يخلو بيت اردني من معلم او رجل امن، او منهما معا.
كيف تسنى ان نصل الى هذا الحال والمآل.
لا يمكن ان نقبل استمرار التوتر في بلادنا ووباء كورونا يوشك ان ينفلت على اقتصادنا ومدارسنا ؟
الآمال معلقة على جلالة الملك لاخراجنا مما وجدنا انفسنا فيه، رغم انه من التقاليد الاردنية الثابتة القدرة على حل مشكلتنا بالحسنى وتحويل التحدي فرصة وتنفيس اكبر مشكلة وجعلها صغيرة ذاوية.
لقد آذانا ما يجري و ألحق بصورة بلدنا ضررا سيئا وصوّرنا على غير حقيقتنا.
ان فرص حل المشكلة ممكنة جدا على قاعدة التنازلات المتبادلة التي تأخذ في الاعتبار ظروف البلاد الاقتصادية والصحية والامنية، وايضا ظروف العباد.
الدستور