خلال الأيام الاخيرة ظهرت حالات إصابة بفيروس الكورونا وصلت إلى 14 حالة يوم الثلاثاء وقبلها نفس الرقم مما دفع الحكومة للعودة إلى تقليص ساعات السماح للمنشآت والناس ودراسة إغلاق بعض القطاعات الاخرى. وفي هذا المجال لا يجب على الحكومة الخوف والفزع والعودة إلى الاغلاقات بتاتاً لأن هذا المرض لن ينتهي في القريب ولا حتى خلال سنوات قادمة لذا على الحكومة أن تعيد النظر في المصفوفة التي وضعتها لمعالجة ظهور الحالات المصابة.
ما يمكن الجزم به هو أن هذا الفيروس ليس حالة عابرة، وإنما حالة مستقرة سيدوم لسنوات طويلة وسيكون شبيهاً بالانفلونزا الاسبانية التي ضربت العالم عام 1918 وأدت إلى وفاة اكثر من 50 مليون إنسان حول العالم، وبيقت إلى اليوم، وبالتالي فإن الأفضل هو التعود على اجراءات الوقاية الطبية من استخدام الكمامات وغسل اليدين باستمرار وكذلك اجراءات التباعد الاجتماعي، والتوقف عن التقبيل، والاجتماعات في الافراح والاتراح، وغيرها من مظاهر اجتماعية تؤدي الى انتشار الفيروس. الحقيقة التي يجب على المواطنين أن يعرفوها هي أن أي إغلاق لقطاعات صناعية وتجارية وغيرها سيكون ضرره كبيراً على بلد لا يحتمل الوضع الاقتصادي فيه العودة إلى الاغلاقات، والحظر الشامل، أو الجزئي وغيرها من اجراءات تركتها أغلب دول العالم. والبديل هو اجراءات السلامة والتعايش مع المرض بالوقاية الطبية والاجتماعية، وغير ذلك لا يكون إلى حين اكتشاف علاج أو وجود لقاح أمين للفيروس.
أما بالنسبة للانباء التي تحدثت عن انتهاء روسيا من صناعة لقاح للفيروس، فقد استمعت إلى عدد من الاطباء ورأيهم أن أي لقاح حتى يكون آمناً لا بد ان يمر عليه ما بين 5 الى 10 سنوات يتضح خلالها ما هي الاضرار الجانبية له وتأثيراته على الأطفال وكبار السن والحوامل.
قبل فترة قرأنا تصريحات للطبيب الأميركي المشهور ورئيس معهد الأمراض المعدية في أميركا الدكتور أنطوني فاوتشي يحذر فيها من شيئين لن يفعلهما أبداً ما دام الفيروس لم ينته من العالم: الأول ركوب الطائرات وما فيه من خطورة البيئة الناقلة للعدوى في الطائرات، والثاني الذهاب إلى المطاعم المغلقة، وليس المفتوحة، وما فيه من محاذير الاختلاط بالناس خاصة مع امتناع غالبية الناس عن القيام باجراءات الوقاية الصحية والاجتماعية.
على الحكومة والمواطنين على حد سواء أن لا يخافوا ولا يفزعوا من ظهور بضع حالات هنا أو هناك وخاصة اذا تم فتح المطارات وما في ذلك من خطورة انتقال المرض من الخارج وبحيث يصبح الفيروس متوطناً في البلد وما سيؤديه ذلك إلى ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالفيروس مع ما في ذلك من ضغط سيحصل على الجهات الطبية من مستشفيات ومراكز حجر صحي واطباء. التعايش مع المرض لفترة طويلة ومواجهته باجراءات صحية واجتماعية هو الحل الوحيدد الممكن الآن إلى أن ينتهي العالم من هذا المرض.
الرأي