أولويات الشباب العربي واليوم العالمي للشباب
د. ثابت النابلسي
12-08-2020 07:40 PM
يوافق 12 آب من كل عام مناسبة إتفق عليها العالم لتكون يوما عالمي للشباب بدعوة حقيقية نحو إشراك الشباب وتفعيل دورهم في صياغة مستقبلهم الشبابي، وفي عام 2019 وبنفس التاريخ عقد مؤتمر عالمي في لشبونة حيث بدأت قصة اليوم العالمي للشباب وولدت هناك منذ عشرون عام.
هناك تجسدت قصص قد يصعب تصديقها في بلادنا العربية ، فقد تحدث وزير التربية وزير الشباب Tiago Brandão Rodrigues آنذاك وخاطب الحضور الدولي قائلاً ( كنت هنا قبل عشرون عام شابا ينظم للمؤتمر الذي أطلق فيه يوم الشباب العالمي , واليوم أقف أمامكم وزيراً للشباب والتربية في بلدي ، لقد مرت سنوات طويلة بذلنا فيها الكثير من الجهد والتضحية وها نحن اليوم في موقع المسؤولية ، أصواتنا التى انطلقت قبل عقدين أصلحت الكثير مما كان عليه الوضع لقد تغيرت الظروف بفضل إيماننا بشبابنا) .
كما خاطب رئيس جمهورية البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوسا الحضور ليقول ( حضرة الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، اتذكر عندما كنا هنا ، كنت حضرتكم رئيسا للوزراء في الدولة وانا في الحزب المعارض ، نراقبكم ونحاول ان نتولي زمام الأمور مكانكم ) واليوم ها انا ذا رئيس الجمهورية وأنت أصبحت الامين العام للامم المتحدة.
لقد كان لمشاركتي في هذا اللقاء العالمي أثر ايجابي في تشكيل صورة أكثر وضوحًا حول مفهومنا الحقيقي للشباب العربي ، ففي بلادنا نحتفل مع العالم كل عام ونناقش مع العالم ما نطمح اليه وما يرغب به الشباب في أوطاننا ، نحن نحتفل بوثائق وصور ونناقش حلول لمشاكل نعيشها ، في كل عام وبنفس التاريخ نتصدر صفحات التواصل الاجتماعي نتحدث انجازات كبيرة جدا لا يلمسها الا من تحدث عنها، الشباب في الوطن العربي بعد عقدين من الزمن فرضوا وجودهم بحكم الامر الواقع ، لان النسبة الأكبر من الكثافة السكانية هم الشباب والشابات تحت سن ثلاثون عاما ، معادلة واحدة حتمية قدوم تسونامي الشباب العربي بإيجابية الان ، لحين الانتهاء من جيل قاوم صوتهم وحضورهم وكان بمثابه طبقة عازلة.
لقد قام مركز الشباب العربي مشكورًا، في دولة الامارات العربية ، بإجراء دراسة جديدة هي الأكبر من نوعها والأكثر أهمية، فقد جاءت مخرجات الدراسة لتدق ناقوس الخطر ، او تكون منارة وطوق نجاة لكل من يرغب من أصحاب القرار في الاستفادة من مؤشرات الدراسة .
ومن أهم مخرجات الدراسة حول أولويات الشباب العربي إحتل الامن والسلامة نسبة 73% ، ومنظومة التعليم 70% ، والرعاية الصحية 62%.
ما هـي الأولويات الأساسية التـي شملها الاستطلاع؟
طرح الاستطلاع أسئلة لجيل الشباب العربي عن الأولويات الـ 11 التالية؛ لتكوين فهم لما يعتبرونه الأهم من بينها:
1-مصادر الدخل
2-الجوانب الاجتماعية
3-الرعاية الصحية
4-البيئــــة
5-التعليــم
6-البنية التحتية والمرافق
7-التطور التكنولوجي
8 - الأمن والسلامة
9-فرص العمل والتوظيف
10-التطوير الشخصـي وبناء الذات
11- الترفيه .
وسجلت اخر أولويات الشباب العربي الجوانب الاجتماعية 10%، التطور التكنولوجي 8%، الترفيه 6%.
إننا جميعا أمام دراسة تستحق الوقوف على نتائجها ، لما تتسم به من موضوعية وتسليط الضوء على واقع الشباب العربي .
أملنا جميعا ان تستمر قيادتنا العربية في تنشيط العمل المشترك بين الشباب والشابات لنصل معا لمؤتمر دولي عربي نقف فيه فخورين بوصول شبابنا لنتائج ايجابية ،كما حصل في لشبونة حيث ترجمت القرارات لواقع بقيادة شبابية.
حمى الله اوطاننا العربية والاسلامية وشباب ألعالم اجمع .