لا يمكن أن تكون كلمة "إقرأ" أول كلمة نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبثا "فالتعليم هو الحضارة وهو النهضة وهو السلاح وهو العمران وهو التعددية وهو الأخلاق والاحترام والإنسانية.
وفي حديث شريف (أول ما خلق الله القلم). إن وضع التعليم في العالم العربي يحتاج إلى إعادة برمجة ليقول لنا من نحن؟ ماذا نريد؟ ما هي الوسائل التي تحقق الأهداف الاستراتيجية للوطن والأمة؟ إن الناظر في واقع التعليم يجد ضياع الهوية فبلد يرفع "الاشتراكية" وآخر "الحياة الأفضل" وثالث يتمسح بالدين ورابع يعلن "العلمانية"!! فما الهوية التي تريدون؟. دول لا تزال لغة المستعمر هي لغة التدريس بينما أخرى لم تفلح في تدريس اللغة الأجنبية ولا اللغة العربية.
دول تقول "ديموقراطية" فإذا لم تعجبها نتائج الصناديق انقلبت عليها بدعوى محاربة الإرهاب وإبعاد المتطرفين، بينما دول أخرى وجدت في "الشورى" فائدة لها حيث التعيين دون الانتخاب. دول هرولت نحو المعسكر الشرقي والأغلبية وجدت الدفء في الحضن الغربي بينما الحقيقة أن الهدف إحكام السيطرة لصالح من بيده السلطة. عشرات الجامعات ولم تخترع اختراعا واحدا. خطب ويخطب كثيرون عن الوحدة العربية بينما نفوسهم طيبة تجاه المستعمر حاقدة على بني جلدتها بل تمارس الحرب عليها جهارا نهارا.
كلنا نتحدث عن النهضة ولكننا مختلفون في الأولويات والطرائق. فبثورات وانقلابات النصف الثاني من القرن الماضي دخلنا في ازدهار السجون وقيام أعواد المشانق. حتى همنا الاقتصادي لا هوية له والا فكيف أمة تملك كل هذه المقدرات بينما غالبها تحت وطأة الديون؟!.
إن إعادة النظر في التعليم جذريا" قد يساهم في رحلة النهضة التي نحلم بها ونتوق إليها حيث لا بد من تحديد الهوية السياسية والاقتصادية والفكرية لنكون أمام جيل موحد الفهم يحمل الإجابات الأساسية على جوانب النهضة من حيث الأهداف والوسائل والمتطلبات. قد يقول قائل أن مراجعة التعليم عملية مستمرة وهذا صحيح ولكن المراجعة لأهداف لا تتعلق بالغيرة على الأمة والرغبة في نهضتها بل لمعالجات جانبية هنا وهناك بل ربما لمواجهة تيار أو فكر لا يروق للسلطة.
علينا أن نعترف بالمشكلة أولا" وعندها نبأ بالبحث عن الحل الذي لا شك أنه سيبدأ بالتعليم ومؤسسات التوجيه.