ترؤس الملك اجتماعًا لمجلس السياسات الوطني .. حاجة
نيفين عبد الهادي
12-08-2020 12:07 AM
هي معادلة واضحة، في استمرارية التفوّق الأردني في مواجهة فيروس كورونا، في تأكيدات جلالة الملك بضرورة أن تكون صحة المواطنين وسلامتهم في مقدمة الأولويات، وبالمقابل «مشدداً على ضرورة المضي قدماً في الحفاظ على ما حققه الأردن من نجاح في التعامل مع وباء كورونا» وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً.
ربما نحن اليوم بأمس الحاجة لمثل هذه الوصفة التي تضع المواطن وصحته والاستمرار في الحفاظ على منجز الأردن بهذا السياق، في كفّة واحدة، جاعلا جلالته من الأمور أكثر وضوحا ومؤطّرة بمسؤولية رسمية وشعبية في آن واحد.
ففي لقاء جلالته وحديثه خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني امس الثلاثاء، رسائل غاية في الأهمية، أبرزها اهتمام جلالته بمتابعة موضوع ملف كورونا عن كثب، وميدانيا، والوقوف على كافة التفاصيل شخصيا، وصولا إلى ما حمله حديث جلالته من تفاصيل هامة وثريّة في التعامل مع الوباء دون الرجوع أي خطوة للخلف، بل على العكس المضي قدما نحو مزيد من التطوّر والإنجاز وهذا لن يكون بمسحة سحرية، فذلك يتطلب وعيا وتعاونا من كافة الأطراف وعدم الاستهتار بالوباء.
الملك، أكد أهمية «الاستمرار في بث رسائل التوعية للمواطنين وإرشادهم للالتزام بتعليمات السلامة العامة المتبعة في التعامل مع الفيروس»، مع إشارة جلالته «إلى وضع الأردن المتقدم مقارنة مع دول أخرى بهذا الشأن»، وبذلك رسالة واضحة لعدم اقفال ملف كورونا، بل الاستمرار في بث التوعية بشأنه، والتأكيد على الالتزام بشروط السلامة العامة، ونحن في هذا السياق لا يمكن أن نغمض أعيننا عن بعض من نسي أو تناسى خطورة الوباء، وآلية التعامل معه للوقاية منه، والحفاظ على المنجز الأردني بشأنه، وهذا دون أدنى شك واجب وطني على الجميع القيام به حتى لا نجد خطواتنا باتت تتراجع للخلف.
وفي رسالة هامة أيضا أكد جلالته «على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لحماية المجتمع من الوباء، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجنب انتشاره، بتعاون وتنسيق بين جميع المؤسسات»، و»الاستفادة من جميع قدرات وطاقات وتجارب المؤسسات، في التعامل مع الوباء»، ويمكن القول بأن جلالته يؤطّر بذلك صورة متكاملة من مثالية التعامل مع وباء كورونا، والاستفادة من الجميع بهذا الأمر، وأن لا تترك الأمور دون ضوابط تضمن عدم تراجع ما حققه الأردن حتى الآن.
ولم يبتعد جلالته عن أدق تفاصيل واقع الحال، إذ نبّه للشأن الاقتصادي في إشارة جلالته «إلى ضرورة أن تراعي الإجراءات المتخذة في مجابهة الفيروس، التبعات الاقتصادية الناجمة عنه»، وهو الاهتمام الملكي الذي يأخذ كل صغيرة وكبيرة في الحسبان، مع وضع الوصفات التي من شأنها جعل كل شيء ممكننا، وقابلا للتطبيق.
مفاجآت كثيرة فوجئنا بها بشأن تعامل البعض مع وباء كورونا، ربما كان أكثرها خطورة ما أعلن عنه وزير الصحة من استخدام البعض لمواد تظهر نتائج فحوصاتهم سلبية، وبذلك حالة من عدم المسؤولية أدت بأحد السائقين أن أصيبت شقيقته بالوباء وهي اليوم بوضع صحي سيئ، ولا تبتعد عن الحقيقة أن مثل هذه الإجراءات السلبية من البعض تجعل من ترؤس جلالة الملك اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني حاجة، حيث وضع جلالته محددات واضحة للمرحلة القادمة في التعامل مع الوباء رسميا وشعبيا؛ فمواجهته ليست مهمّة جهة دون الأخرى إنما هي مهمّة وطنية ملقاة على عاتقنا جميعا كأردنيين.
الدستور