متى نتوقف عن مخاطبة "الغرائز"؟
بسام بدارين
10-08-2020 02:31 AM
حقا يحتاج الأخوان المسلمون في الاردن إلى البحث عن"ضفة ثالثة" مع ثقتي بان لديهم من الطاقات ما يكفل لهم ذلك وبأن قصة "الإقصاء والاجتثاث" بخيار "أمني دوما وفقط" ليست سياسة "رشيدة".
نحن جميعا نحتاج للبحث عن "ضفة ثالثة" تضمن للفرد وللمجموعة في الشارع والسلطة تجنب "إيذاء الوطن".
قابلت مؤخرا محبين ومحايدين ومستقلين وحتى اعضاء في التيار الاسلامي لديهم "ملاحظات "وتساؤلات حائرة ...آن أوان تقديم الأجوبة بدون "تقية" وحان وقت تجنب "عملقة الذات" على حساب الواقع والحقيقة.
طوال الوقت أدافع عن المكون الاسلامي الاردني بصلابة وعلى اساس انه "نسيج" وتحملت الكثير جراء ذلك من "ضيقي الافق" في الشارع والتيارات واحيانا الحكومة وحتى من الذين دافعت عنهم بإيمان وطني ..ثمة ملاحظات على الخط الاخواني ومشكلات حان وقت التحدث عنها بصراحة بدون تشنج وإقصاء ووصفات تأزيم.
لا خيار لأي اردني بعيدا عن "مؤسساته ودولته"...اي "حكي" بأي وقت ينبغي ان يبرز بعد ذلك الايمان.
وهنا ومن باب "قول رأيي" كما يطالبني كثيرون اثار استغرابي فعلا"التعليق المتسرع" لزميلنا الاستاذ أحمد الزعبي بخصوص "فبركة" إصابات كورونا الأخيرة...لا اعتقد بذلك إطلاقا وأزعم بأن بعض التعليقات تكثر وهي تتنمط عبر "شطط شعبوي" لم نعتاد عليه ويماثل في بعض الاحيان "شطط الحكومة" وضيق أفقها وأفلامها في بعض الملفات.
الزميل الزعبي قلم حر وكبير ومحترم لكن نختلف مع رأيه الاخير.
المساحة المتبقية لنا للحفاظ على "أغلى الأوطان" مرحليا هي التمترس وراء الأمن والاستقرار العام ..يمكن "تأجيل" اي خطاب او ملف او أولوية اخرى أو مطالب أو حتى اي وجهات نظر الان والتشكيك لا يحمي اي منا ..حتى الاصلاح والتغيير يبدأ فقط الان في ضوء ما تمر به المنطقة ويعبر به العالم من "حماية وتحصين الذات الوطنية" على حساب الفرد.
لا يمكن بحال من الاحوال تدشين اي "تغيير او اصلاح" لا طوعي ولا قسري عبر "النبش" في الملفات فقط او بواسطة السهر على مخاطبة "الغرائز" ..للأسف وبكل صراحة تفعل ذلك "أدوات" في الشارع والحكومة معا أحيانا وبتزامن مريب.