الأردن وأيامه المقبلة أكبر من أيّ استقطاب
محمد يونس العبادي
10-08-2020 02:22 AM
لمّ يعانِ بلد من النكران بقدر بلدنا بما حملة من أعباءٍ ونوايا لطالما سعت إلى عز الإنسان وكرامته، فبقدر ما بذل هذا الوطن وسعى على قلة موارده لتكريس النموذج المنشود لدولة الإنسان العربي.
فالأردن، وعلى مدار عقودٍ من تاريخ مئويته الأولى، احتضن الجميع، وحاول بناء جسور التواصل، ولم يكن يوماً في محل استقطابٍ سياسيٍ أو ضمن أيّ سياسة محاور، سواءٌ عربية أو إقليمية، ولطالما كانت اصطفافاته نابعة من مصالحه الوطنية والمصالح العروبية، وهذا البلد لمّ يسجل عليه يوماً أنه "تاجر" بهمٍ عربيٍ أو كان ضمن مشاريع "موهومة"!.
في المقابل، نرى بعض ممن هم بين ظهرانينا ممن يتاجرون بهموم مواطنيه، حاملين "همهم" و"غمهم" وخيباتهم على أكتاف البسطاء والناس العاديين، في تجربة لطالما كرروها، واستنسخوها من قطرٍ إلى آخر، والحديث هنا ذو صلة بتنظيم "الإخوان" الذي بات يستنسخ تجاربه ويكرر ذاته على أكتاف زمانٍ مضى.
فالأردن، دولة قوية بمؤسساتها قادرة على استيعاب الجميع، ولطالما احتضنت أشد الناس معارضةً، ولكن حين تصبح مصالح طيف مجتمعي عريض من طلبة ومعلمين، رهينة عقلية "الرهينة" ويحاول "مجلس موقوف" أنّ يستدخل تجارب "إقليمية" ويستحضر مصطلحات هي غريبة عن نسيج بلدٍ تشكل على جناحي "معلم" و "جندي" .
فإننا اليوم، أمام لحظة فارقة في تاريخ بلادنا، أهمها أنّ ما نتحدث عنه موضوع متنه طلبتنا، وهم أبناؤنا، ومعلمينا الذين هم درة مجتمعنا، ولا يجوز أنّ يبقى أمرهم بيد مجلسٍ يجعل منهم وقوداً لمناوراته السياسية ومصالحه التنظيمية التي كان وسيبقى الأردن أكبر منها.
إنّ مصلحة البلد اليوم، ومصلحة معلمينا وطلبتنا، في ترك الأمر للقضاء وأعرفنا الدستورية ونصوصنا القانونية، أما الأردن فهو أكبر من التسويف الإعلامي عبر منصات "الاستقطاب" التي نحن في هذه المرحلة الدقيقة بغنىً عنها.
فأحلام طلبتنا وتطلعاتهم وآمالهم تناظر اليوم عاماً دراسياً نقبل فيه على مدارسنا التي بنيت بعرق التعب الأردني، وتلك الخطا التي غابت عن دروبنا صباحاً ساعيةً إلى العلم هي نبض البلد الصادق، وعروقها ذلك الندى من تعب معلمينا ومستقبل أبنائنا..
فالأردن عزيز ومعلمه عزيز ووطننا فيه من الخير الكثير ومن التعابير ما هو أصدق من عقلية "العناد" والتأزيم واستدخال تجارب عصف بها الزمان، فالزمان أردني ويجب أن يبقى كذلك.. فالأردن ومصالحه وحاضره ومستقبله وتفاصيله أكبر.
حمى الله وطننا الهاشمي عزيزاً.