تسلل المشروع الإيراني .. كما اغتيال الشهيد صدام ..
د.محمد جميعان
05-01-2007 02:00 AM
تسلل وخطورة المشروع الإيراني في المنطقة
بقلم الدكتور محمد احمد جميعان
هناك من يعتقد ان خطورة المشروع الاستراتيجي الإيراني (في أبعاده القومية والمذهبية والثقافية والمادية والنووية ...) تنحصر في كونه يشكل تهديدا حقيقيا وخطيرا للأنظمة الرسمية العربية في المنطقة باعتبارها تقف الى جانب امريكا والغرب بما يخدم إسرائيل ويضعف المقاومة في الوقت الذي تقف ايران بوجه امريكا والغرب وإسرائيل وتقدم دعما ماديا ومعنويا للمقاومة في فلسطين ولبنان فما حقيقة ذلك وما هي خلفياته ؟؟
ان المشروع الإيراني في المنطقة استراتيجي منذ قيام الثورة الإيرانية بزعامة الخميني الذي أطلق من اليوم الأول الذي هبطت طائرته ارض طهران انه بصدد تصدير ثورته الناجحة الى دول الجوار والمنطقة العربية لتحقيق ما وصلت إليه ثورته بما اسمي في حينه(تصدير الثورة).
ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الخميني وثورته في ايران حين تصدى له العراق ومعه الأنظمة العربية بمجملها حماية لبوابة الوطن العربي الشرقية..مما حدا بالقادة الإيرانيين الى تعديل سياساتهم في تصدير ثورتهم وفرض مشروعهم على المنطقة وقرروا الانتقال من منهجية التحريض والتثوير ومن ثم الانقضاض على هذه الأنظمة الى تكتيك جديد تبلور بعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية يعتمد أسلوب التسلل والتدحرج والتبطين كمرحلة أولى ومن ثم الانقضاض كمرحلة ثانية حيث يعتمد في المرحلة الأولى على ما يلي:
1ـ تسويق الإيرانيون انفسهم كبديل حام وحارس وحريص على المصالح الإسلامية من خلال اعتماد خطابين للسياسة الإيرانية، خطاب إسلامي عام يحرص على الإسلام وأهله ويهاجم الغرب وأمريكا وإسرائيل ويطمئن الأنظمة الرسمية على انه وديع لا يهدف إلا حماية المنطقة من الأطماع الأجنبية وخطاب آخر باطني يعتمد مبدأ ( التقية ) يشكل الركيزة الحقيقية للسياسة الإيرانية يسعى الى الهيمنة والسيطرة الفارسية والمذهبية على المنطقة كبديل للغرب وأمريكا بما يحقق المطامع والمطامح الإيرانية القومية والثقافية والمادية .
2ـ تكثيف العمل والدعاية والاستقطاب للمذهب الشيعي في المجتمعات العربية بكل السبل والأساليب الإعلامية الاستخبارية والمالية والمظلومية ..مما حدا بالعلامة الدكتور يوسف القرضاوي الى التنبيه والتحذير الصريح الى ما يسعى إليه لنشر التشيع واستغلال حالة الفقر والعوز والإعلام والنشاطات الاخرى للدعوة للمذهب الشيعي و خطورة هذا المسعى على العالم العربي والإسلامي .
3ـ استغلال وقع وتأثير المقاومة في نفوس المسلمين عامة والعرب خاصة من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لحركة حماس والجهاد وذلك كأساس لكسب الشعوب وتأليف قلوبها تجاه إيران وتسلل مشروعهم الاستراتيجي هذا وهنا أود الإشارة الى (ان هذا الدعم لا يشكل عيب او مشكلة في حد ذاته بل هو مقدر ويستحق الشكر ولكن العيب والمشكلة تكمن في كون الإيرانيين يهدفون من ذلك مستقبلا قناعة الشعوب واستلابهم بهذا الدعم لمشروعهم الاستراتيجي) .
4ـ بناء القوة العسكرية القوية والكاسرة سيما النووية منها لتحقيق عنصرين ،الأول :كسب إعجاب المسلمين كشعوب عاطفية وشدهم نحو مشروعهم الاستراتيجي باعتبارهم قوة إسلامية تسعى الى عزتهم..والثاني :تخويف الأنظمة والهيمنة عليها بما يضمن لها طرح نفسها كبديل للهيمنة الغربية في المنطقة والانقضاض عليها لاحقا ..
5ـ تكثيف نشاطهم الاستخباري التي أصبحت تعتبر من الأجهزة الاستخبارية الهجومية والعقائدية في العالم سيما على الساحة العراقية والساحات التي يمكنهم العمل بها في محاولة جاهدة وحثيثة لتجنيد عملاء وقوى وأحزاب بل وتشكيل حكومات حليفة يستخدمونهم لبث الدعاية والدعوة والنصرة ..
6ـ إطلاق القنوات الفضائية التي تبث الدعاية لهم وتدعو الى نصرة إيران والدعوة للتشيع بأسلوب نفسي وعلمي يوصل الى المشاهد والمستمع قناعات فكرية جديدة مع تشويه قناعاته الأصلية وقد انتشرت هذه القنوات مؤخرا بشكل محموم ومكثف تحت أسماء وعناوين مختلفة ..
7ـ استخدام الانترنيت وتقنياته المختلفة من المواقع والمنتديات والصحف الالكترونية بما يخدم المشروع الإيراني وتسلله الى المنطقة،وهنا أشير الى استخدامهم الرسائل عبر الايميلات تدعو الى التشيع ونصرة إيران ..ولعلني من الذين وصلهم مثل هذه الايميلات ولا اعلم ان كانوا يرسلونها على أسس معينة او بشكل عشوائي ..
8ـ استغلال مبدأ المرجعية في المذهب الشيعي باعتبار مرشد الثورة الإيرانية الخامنئي المرجع الأعلى الذي أقام دولتهم الأولى التي أقيمت فيها صلاة الجمعة لأول مرة هو مرجع الشيعة في العالم كله وهو الذي يأمر ويوجه ويبارك وقد سمعنا في مناسبات كثيرة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وهو يعلن ولاءه للإمام الخامنئي في طهران وانه يتلقى منهم المال النظيف الذي لا حدود له...
9ـ استخدام الخمس الشيعي الذي يجبى من كل شيعي في دعم وبث التشيع في العالم العربي بكافة الأساليب الممكنة ومنها المنح والمساعدات ودعم الفقراء ..
10ـ مضاهاة امريكا والإقتداء بسياساتها في اعتبار إسرائيل قاعدة متقدمة لهم وبناء أحلاف وأصدقاء لهم في المنطقة حيث يعتبر الإيرانيون حزب الله في لبنان قاعدة متقدمة لهم وكذلك حلف قوي في العراق يستخدمونهم كواجهة عربية تمكنهم من تمرير مشروعهم بالطرق التي يرونها مناسبة ولاستخدامها في الوقت المناسب علني والذي يمكن تسميته حقيقة بالهلال الشيعي... (وهنا لابد من الإشارة أننا لا ننقص من مقاومة حزب الله وتضحياتهم ولكننا نقر حقيقة اقر بها السيد حسن نصر الله نفسه) .
11ـ الإطاحة برموز القومية العربية ونعتهم بالكفر وكذلك الإطاحة برموز أهل السنة والجماعة ونعتهم بالتكفيريين باعتبارهم عقبة كبيرة في وجه مشروعهم ولعلنا نذكر فرحة الإيرانيين ومعهم امريكا وإسرائيل بإعدام الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله وكذلك مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق ..
ان خطورة المشروع الإيراني ستبدوا اكثر وضوحا عندما يستقر للإيرانيين الحال ويبلغوا القوة المرجوة من سعيهم ..وكذلك عندما يحقق مشروعهم نجاحا في التسلل الى عقول وقلوب الشعوب ويبدأ النخر والفوضى وطمس الهوية القومية للأمة وتشويه الهوية الدينية لأهل السنة والجماعة ودثر الهوية التراثية والثقافية والتاريخية في المنطقة يأتي دورهم المباشر في المرحلة الثانية وهي الانقضاض على الأنظمة القائمة بالسبل والأساليب التي تخدمهم وتخدم تلك المرحلة ...تماما كما إعدام الشهيد الرئيس صدام حسين بغتة وبشكل تسللي لحين الانقضاض عليه في حبل المشنقة بتلك الهتافات الطائفية التي تنم عن حقد وتشفي ونصر مقزز جبان كان رد الشهيد عليه في اللحظات الأخيرة من حياته الجهادية موجعا وشجاعا أصاب منهم المقتل حين قال عبارته التاريخية التي تعبر عن حالهم وسوئهم " هي هاي المرجلة".. والانكى الأمر في عيد الله عيد الفرحة والبهجة لسواد المسلمين يحوله هؤلاء خلافا لأمر الله عز وجل عيد الغم والحزن ليكون إهانة واستفزاز وصفعة يجب ان يدركها اؤلئك الغافلون ..
drmjumian@yahoo.com
0096265230374/تلفاكس
00962799881373/خلوي