طلال أبوغزاله يقول: المبادرةُ بالأفعالِ .. وليست بردَّات الفعل
د. مشيرة عنيزات
09-08-2020 09:10 PM
تتكرر علينا يوميًا معاناة الشعوب من بطالة وحروب وفقر إلى إغراق بالديون وإلى رواتب لا تكفي ولا تسدّ جوعًا وإلى مستقبل مجهول يكاد يكون معدومًا، وقد تقتل الشعوب؛ لتستباح ثرواتها وتسلب أوطانها، وقد تتولّد الحروب؛ ليتمّ تسويق الأسلحة وآلات الدّمار على ظهور شعوبها، وإذا ما ظهرت معاناة البشر حقيقة فإن أحلامهم تُبتر، وإن آمالهم تُبتز، وإنه سيُمارس ضدهم الجهل، والتّهميش، حتى لا يُسمع لهم صدى، بل لا تجد لصوتهم أي وجود أو معنى مع أنهم يئنّون.
مؤسف ومخيف أن نسمع كل يوم عن انفجار، وقتل، وحروب لا دور للشعوب فيها سوى دور الضّحية، ولقد أصبح الجوّ كئيبًا وغائمًا طوال الوقت، حتى أُثقل القلب في مكانه، وبين الضّلوع، فلم يعد يستلم إلا رسائل الدّمار والخراب والحريق والغرق. فلا سبيل لتجاوز الغمّة والصّدمات المتلاحقة إلا بالتّركيز على مستقبل أفضل، وبالعمل والإنتاجية، وليس بنهب الخيرات، مع التركيز على الشّباب؛ ليعطي وتستثمر طاقاته، بتضافر الجهود والتعاون بين الدّول لينشل القوي منها الضعيف، فنحن العرب خُلِقْنا؛ ليساعدَ بعضنا الآخر.. فإذا مالت رؤوسنا، سنجد من يسندها من السّقوط، وإذا انحنت ظهورنا فسنجد من يعدّلها لنا.
يقول طلال أبوغزاله: "نحن شعب ذو خلق، لا نريد أن نجلد النفس. أنا إنسان يؤمن بقيمته وبعظمة هذا الشّعب، وبكل أفراده ومن ليس كذلك فهو ليس عربيًّا. (فكل عربيّ هو على خُلُق)".
إنّ الشعوب العربية شعوبٌ طيبة، فتُضحكنا كلمة، وتبكينا أخرى، ونفرح لمجرد اطمئنان من أحدهم عن حالنا، ويجري الامتنان في عروقنا، لمجرد تذكّرنا بطبق من الطعام أو (المعمول) في أول أيام العيد من الأصدقاء أو الجيران، وتنتشر السّعادة في عيون الزّوجة بمجرد نظرة حُبّ من زوج لا يملك ثمن باقة ورد ليهديَها إيّاها، فلنسند بعضنا، ونعطف على حالنا، وننظر إلى مستقبل شبابنا، ونركّز على ما لدينا من إبداعات وابتكارات، علّنا ننجز شيئًا، ونتخلص من هذا الدّمار الذي يحيط بنا.
يقول طلال أبوغزاله: "إن أفضل سبيل لتجاوز المستقبل القـريب غيـــر المؤكد هـــو التركيز على المرونة من أجـــل تحمّــــل أوقــات الرّيبة
والصّدمات، من خلال بناء استراتيجيات نموّ محدّدة ومركّزة، واعتماد الكفاءات التقنيّة والابتكاريّة وتعزيزهــا، والتأكيــد علــى دور الاستدامة، واتخاذ إجراءات استباقية فيما يتعلق بالتعــاون. وينبغـي أن تركّز الأعمال التجارية على محفّـزات النّمو طويلــة الأجـل، وليس اللجوء ببساطة إلى التّقشّف من خلال خفض التّكاليف. نحن بحاجـة إلى [المُبادرة بالأفعال وليس بردات الفعل] ".